للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[وفيها تُوفِّي]

محسن بن محمد (١)

ابن العباس بن الحسن بن أبي الحسن، أبو تراب بن أبي طالب، الحسيني، كان نقيب الطالبيين بدمشق، ولي القضاء بها بعد أخيه لأمه فخر الدولة نيابةً عن ابن النعمان قاضي قضاة خليفة مصر، وكانت وفاتُه بدمشق في المُحرَّم، وقيل: في رجب، وكان فاضلًا جوادًا مُمدَّحًا.

[السنة السابعة والثلاثون وأربع مئة]

فيها جاء إبراهيم يَنَّال إلى قَرْمِيسين، وأخذها من محمد بن فارس [المعروف] بابن أبي الشوك (٢).

وفي جمادى الأولى استوزر القائمُ أبا القاسم علي بن الحسن بن المُسلمة؛ استدعاه إلى داره، وجلس له، وخلع عليه خِلْعة بطيلسان، وحمله على بغلة بمركب ذهب، وخرج بين يديه الخدم والقضاة والعدول والحُجَّاب والأعيان وغيرهم إلى داره بدرب سليم من الرُّصافة.

وفيها مات بواسط رجلٌ نصرانيٌّ يُقال له: ابن سهل، فجلس قومٌ من النصارى على باب المسجد، وأُخرجت جنازتُه نهارًا، فثارت العامَّة، وجرَّدوا الميت من أكفانه وأحرقوه، ورموا رماده في دِجلة، ومضَوا إلى الدير فنهبوه (٣).

وكان الملك العزيز بن جلال الدولة بواسط وأبو كاليجار ببغداد، ولم يكن له تلك الهيبة، وكانوا قد أحسُّوا بانقراض دولتهم بظهور طُغْرُلْبَك، وأمَّا طُغْرُلْبَك فإنه أقام بخراسان، ثم تنقَّل في البلاد، وجاءه الغُزُّ فرحل في طلبهم، فجاؤوا إلى الري، ثم اتفقوا معه على نهب العراق، وأمَّا صاحب مصر فجهز الجيوش إلى حلب، فحصروا ابن مِرْداس فيها، واستظهروا عليه، فاستنجد بالروم فلم ينجدوه.


(١) تاريخ بغداد ٣/ ١٠٠، والمنتظم ١٥/ ٣٠٠. وينظر السير ١٧/ ٥٨٧.
(٢) العبارة في المنتظم ١٥/ ٣٠٣ والخبر فيه: وأخذها من يد أبي الشوك فارس بن محمد.
(٣) هذان الخبران بنحوهما في المنتظم ١٥/ ٣٠٢ - ٣٠٣.