للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[وفيها تُوفِّي]

[محمد بن الحسين]

ابن علي بن عبد الرَّحيم، أبو سعد، وزير جلال الدولة، وزر له ستَّ سنين، ولاقى من المصادرات شدائدَ ومن التُّرك، فخرج من بغداد مستترًا، فأقام بجزيرة ابن عمر، حتى مات في ذي القعدة عن ست وخمسين سنة، وكان فاضلًا عارفًا بأمور الوزارة.

[وفيها تُوفِّي]

محمد بن علي (١)

[بن محمد] بن إبراهيم، أبو الخطاب، الشاعر، الجَبُّلي، من قرية جَبُّل عند النعمانية ببغداد، كان فصيحًا حسن الشعر، [قال الخطيب]: سافر من بغداد إلى الشام، فاجتاز بمعرة النعمان، فمدح أبا العلاء المعري بأبيات، فأجابه أبو العلاء: [من الكامل]

وأرى أبا الخطَّاب نال من الحِجى … حظًّا زواه الدَّهرُ عن خُطَّابِهِ

لا يطلبنَّ كلامَهُ متشبِّهٌ … فالدرُّ ممتنعٌ على طُلَّابِهِ

ألبستَني حُلَلَ القَريض (٢) ووَشْيَهُ … متفضِّلًا فرفلْتَ في أثوابِهِ

وظلمتَ شِعْرَكَ إذ حبَوْتَ بنظمِهِ … رجلًا سواهُ من الورى أولى بِهِ

كَلِمٌ كنظمِ العقد يَحْسُنُ تحتَهُ … معناهُ حُسْنَ الماءِ تحت حَبابِهِ (٣)

[فتشوَّفَتْ شوقًا إلى نغماتِهِ … أفهامُنا ورَنَتْ إلى آدابِهِ]

ثم قدم دمشق فسمع بها، ثم عاد إلى بغداد وقد ذهب بصره.

[قال الخطيب: خرج الجَبُّلي إلى السفر ومعه عينان كأنهما نرجستان، فعاد وقد عمي]، فأقام ببغداد حتى توفي بها في ذي القعدة (٤)، وكان يميل إلى التشيع.


(١) تاريخ بغداد ٣/ ١٠١ - ١٠٢، وفي تاريخ دمشق ٥٤/ ٣٨٠ - ٣٨٢، وجاءت الترجمة في المنتظم ١٥/ ٣١٢ مختصرة جدًّا.
(٢) القريض: الشعر. المعجم الوسيط (قرض).
(٣) الحَباب: الفقاقيع على وجه الماء. المعجم الوسيط (حبب).
(٤) في (خ) و (ف): ذو الحجة، والمثبت من (م) و (م ١)، وهو الموافق لما في المصادر.