للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وفيها كانت بأَرَّجان والأهواز زلازلُ عظيمةٌ ارتجَّت منها الأرض، وقُلِعت الجبال، وخربت القلاع، فحُكي أن رجلًا كان جالسًا بأَرَّجان في إيوان داره، فانفرج حتى رأى منه السماء، ثم عاد إلى حاله، وامتدَّت هذه الزلازل إلى قنطرة أرْبَق (١) فأخربَتْها، وغاض ماءُ البحر من الأُبُلَّة ثلاثة أيام، ثم عاد.

وفيها استولى طُغْرُلْبَك على هَمَذان ونواحيها، وطمع في قصد العراق، وكُوتِبَ منها بالقدوم إليها سرًّا، فتوقَّف بسبب خوفه على البلاد من الغُزّ.

ولم يحجَّ أحد من العراق.

وفيها تُوفِّي

الحسن بن علي (٢)

ابن محمد بن علي، أبو علي، التميمي الواعظ، ولد سنة خمس وخمسين وثلاث مئة، وسمع الحديث الكثير، وروى "مسند الإمام أحمد" رحمة الله عليه عن القَطيعي، وتُوفِّي ليلة الجمعة سلخ ربيع الآخر، ودُفِنَ بباب حرب، وروى عنه أبو القاسم بن الحصين "مسند الإمام أحمد" وغيره، وكان خَيِّرًا دَيّنًا لا يُعرف منه إلا ذلك، وقد غمزه الخطيب.

[وفيها تُوفِّي]

رشا بن نظيف بن ما شاء الله (٣)

أبو الحسن، أصله من المعرَّة، وسكن دمشق، [قرأ القرآن على جماعة من أهل الشام والعراق ومصر بروايات كثيرة، وقرأ بدمشق على الحسن بن داود الداراني


(١) أرْبَق، ويقال: أرْبَك -بالكاف-: ناحية من نواحي رامهُرْمُز من نواحي خوزستان. معجم البلدان ١/ ١٣٦.
(٢) تاريخ بغداد ٧/ ٣٩٠، والمنتظم ٥/ ٣٣٦ - ٣٣٧.
(٣) تاريخ دمشق ١٨/ ١٤٨ - ١٤٩.