للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وفيها تُوفِّي

أَحْمد بن عبد الله (١)

ابن سليمان بن محمَّد بن سليمان بن داود بن المُطهّر بن زياد بن ربيعة بن الحارث بن ربيعة بن أنور بن أسحم بن أرقم بن النُّعمان بن عدي بن عبد بن غطفان بن عمرو بن بَريح بن جَذيمة بن تيم الله بن أسد بن وَبْرة بن تَغْلِب بن حُلوان بن عمران [بن الحافِ] (٢) بن قُضاعة، أبو العلاء، التنوخي، المعرِّي، وتنوخ: قبيلةٌ من اليمن، تُوفِّي يوم الجمعة ثالث عشر ربيع الأول بمعرة النُّعمان من الشَّام، ومولده يوم الجمعة لثلاثٍ بَقِينَ من ربيع الأول سنة ثلاث وستين وثلاث مئة، وأصابه جُدريٌّ في سنة سبع أواخر سنة ست وستين وثلاث مئة، فغشي حدقتيه بياضٌ فعمي، وقال الشعر وهو ابن إحدى عشرة سنة، أو اثنتي عشرة، وسمع اللغة وأملى فيها كتبًا، وله بها معرفة تامة، ودخل بغداد سنة تسع وتسعين، وأقام بها سنةً وسبعة أشهر، ثم عاد إلى منزله، فلزم منزله، وسمَّى نفسه: رَهينَ المحبِسَين -يعني منزلَه وبصرَه- وأقام خمسًا وأربعين سنة لا يأكل اللحم ولا البيض ولا اللبن، ويُحرِّم إيلام الحيوان، ويقتصر على ما تنبت الأرض، ويلبس خشن الثياب، وأقواله تدلُّ على اختلاط عقيدته.

وقال الخَطيب التبريزي: قال لي المعرِّي: ما الذي تعتقد؟ فقلت في نفسي: اليومَ أعرف اعتقاده، فقلتُ: ما أنا إلَّا شاكٌّ. فقال: وكذا شيخك. وكان ظاهرُ أمره الميل إلى مذهب البراهمة؛ لأنهم لا يرون ذبح الحيوان، ويجحدون الرسل.

وقد رماه جماعة بالزندقة والإلحاد، وذلك أمر ظاهر في كلامه وأشعاره، وأنه يردُّ على الرسل، ويَعيب الشرائع، ويجحد البعث.

وقال أبو الوفاء بن عقيل: ومن العجائب أنَّ المعرِّي أظهر ما أظهره من كفره البارد الذي ما بلغ فيه مبلغ شبهات الملحدين، بل قصَّر فيه كلَّ التقصير، وسقط من عيون


(١) تاريخ بغداد ٤/ ٢٤٠ - ٢٤١، والمنتظم ١٦/ ٢٢ - ٢٧، ومعجم الأدباء ٣/ ١٠٧ - ٢١٨. وينظر السير ١٨/ ٢٣.
(٢) ما بين حاصرتين زيادة من عدد من مصادر الترجمة.