للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

والخيرُ محبوبٌ ولكنَّهُ … يعجزُ عنه الفَسْلُ (١) أو يكسَلُ

والأرضُ للطُّوفانِ مشتاقةٌ … لعلَّها من دَرَنٍ تُغْسَلُ

قد كثُرَ الشرُّ على ظهرها … وأُتْهِمَ المُرْسِلُ والمُرْسَلُ

وقال: [من الكامل]

كم توعظون (٢) ولا تلينُ قلوبكُمْ … فتباركَ الخلَّاقُ ما أغناكُمُ

إنَّ الغوايةَ كالغريزة فيكُمُ … يأوي إليها كهلُكُمْ وفتاكُمُ

وقال: [من الوافر]

دموعي لا تُجيب على الرَّزايا … ولولا ذاكَ ما فَتِئَتْ سُجوما (٣)

رِضًا بقضاءِ ربِّكَ فَهْوَ حَتْمٌ … ولا تُظِهرْ لحادثةٍ وُجوما (٤)

وقال: [من الطويل]

ومولِدُ هذي الشمسِ أعياكَ حَدُّهُ … وخَبَّرَ لُبٌّ أنَّهُ مُتقادِمُ

وما آدمٌ في مذهبِ العقلِ واحدًا … ولكنَّهُ عندَ القياسِ أوادِمُ

تخالفَتِ الأغراضُ ناسٍ وذاكرٌ … وساقٍ وسبَّاقٌ وبانٍ وهادِمُ (٥)

وقال: [من الوافر]

وما دنياكَ إلَّا دارُ سَوْءٍ … ولستَ على إساءتِها مُقيما

أرى ولد الغنى عِبْئًا عليهِ … لقد سَعِدَ الذي أمسى عقيما

أما شاهدتَ كلَّ أبي وليدٍ … يؤمُّ طريقَ حتفٍ مستقيما

فإمَّا أن يُرَبِّيهِ عدوًّا … وإمَّا أن يُخَلِّفَهُ يتيما (٦)

وقال: [من الخفيف]


(١) في لزوم ما لا يلزم ٣/ ١٢٤٢: الحيُّ، والأبيات فيه. والفَسْل: الذي لا مُروءة له ولا جَلَد.
(٢) في (ت): تعظون.
(٣) سجومًا: منهمرة.
(٤) الوُجوم: الكآبة.
(٥) لزوم ما لا يلزم ٣/ ١٣٨٨.
(٦) لزوم ما لا يلزم ٣/ ١٤٤٥.