للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

بين العشائر (١)، واستخدم له العساكر، وأعطاه مالًا وخمسين فرسًا وسلاحًا، وكان الصُّليحي يركب على فرس [له] يُسمى الملك، قيمته ألف دينار، وعلى رأسه مئة وعشرون قصبة ملبَّسة بالذهب والفضة، وإذا ركبت الحرة ركبت في مئتي جاريةٍ مزيَّناتٍ بالحُليِّ والجواهر، وبين يديها الجنائب، بمراكب الذهب المُرصَّعة.

وقيل: إنه أقام بمكة إلى ربيع الأول، فوقع في أصحابه الوباء، فمات منهم سبعُ مئة رجل، ثم عاد إلى اليمن؛ لأن العلويين تجمَّعوا عليه، ولم يبقَ معه (٢) إلا نفر يسير، فسار إلى اليمن، وأقام محمد بن أبي هاشم [بمكة] نائبًا عنه، فقصده بنو سليمان الحسنيُّون مع حمزة بن أبي وهَّاس (٣)، فلم يكن لهم به طاقة، فحاربهم، وخرج من مكة، فتبعوه، [فرجع] فضرب واحدًا منهم ضربةً بالسيف، فقطع ذراعه وفرسه وجسده، ووصل إلى الأرض، فدُهشوا، ورجعوا عنه، وكان تحته فرس يُسمَّى دنانير، لا يَكِلُّ [ولا يَمَلّ]، وليس له [في] الدنيا نظير (٤)، ومضى إلى وادي الينبع (٥)، وقطع الطريق عن مكة والقافلة، ونهب بنو سليمان مكة، ومنع الصُّليحي الحجَّ من اليمن، فغَلَتِ الأسعار، وزادت البلية.

وفيها ورد الخبر بمسير الأمير ألب أرسلان بن داود من بلخ إلى نيسابور لمَّا كثُرَ الإرجاف بموت السلطان.

وفي يوم الخميس تاسع ربيع الأول حضر عميد الملك إلى ديوان الخليفة، واستأذن للسلطان ولابنة أخيه أرسلان خاتون زوجة الخليفة بالمسير إلى الري يستزيرها مدة ستة أشهر، فأذن للسلطان، ولم يأذن لخاتون، وكانت شاكِيةً اطِّراحَهُ لها، فإنه لم يقربها منذ اتصل بها، وخرج السلطان من الغد، وهو عليلٌ ثقيل مأيوس من سلامته، واستصحب معه السيدة ابنة الخليفة بعد امتناعٍ شديد، فغلظ عليها، وألزمها ولم يتبعها


(١) في (خ) و (ف): العساكر، والمثبت من (م) و (م ١)، وهو الموافق لما في شفاء الغرام ٢/ ١٩٦.
(٢) في (ف): منهم.
(٣) في (خ) و (ف): هواش، والمثبت من (م) و (م ١)، وشفاء الغرام ٢/ ١٩٦.
(٤) في (م) و (م ١) وشفاء الغرام: شبيه.
(٥) في (م) و (م ١): وادي البقيع، والمثبت موافق لما في شفاء الغرام.