للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وهُمْ صرموا حبالكَ يومَ سلْعٍ … وخانكَ منهمُ الثقةُ الأمينُ

تسَلَّ عنِ الحِسانِ وكيفَ تسلُو … وبينَ ضُلوعِكَ الداءُ الدفينُ

وفي الأظعانِ من جُشَمِ بن بكرٍ … ظباءٌ حشوُ أعيُنِها فُتُونُ

عليهنَّ الهوادجُ مُطبقاتٌ … كما انطبقتْ على الحَدقِ الجُفونُ

جلبن لنا برامَةَ كُلَّ حينٍ … ألا إنَّ الحوائِنَ قد تحينُ

عشيَّةَ مِسْنَ غير مصَنَّعاتٍ … كما ماسَتْ منَ الأيكِ الغُصونُ

ضنيناتٌ عليك وكيف يُرجى … زوالُ يدٍ وصاحِبُها ضنينُ

جُنِنَّا بالحِسان البِيضِ دَهرًا … وإنَّ هَوى الحِسان هُوَ الجُنونُ

كأنَّ أُمامَة حلفت يَمِينًا … لنا ألا يَصِحَّ لها يمينُ

أغِيٌّ بَعدَ ما ذهبَ التصابي … وشابَتْ بعد حُلكَتِها القُرونُ

وعندكَ يا ابنَ وثَّابٍ جميلٌ … فإن تُشكَرْ فَمَمحُوقٌ قَمِينُ

فتًى أولاكَ مكرُمةً وفَضلًا … وعَزَّ به حماكَ فما يهونُ

أبا الصَّمصامِ صُنْتَ عليَّ جاهي … ومثلُكَ من يَذُبُّ ومَن يَصونُ

ولولا أنت لاتَّسَعَتْ خُروقٌ … على ما في يدي وجرَتْ شُجونُ

ولكن أنت لي وزرٌ (١) منيعٌ … وحِصنٌ أستجِنُ به حَصِينُ

وقال: [من الكامل]

ريمٌ بِرامَةَ لا يصيدُ بضعفِهِ … إلَّا الرِّجال الصِّيد عند صُدودِهِ

أهوى الدُّجى من أجلِ أنَّ هِلالهُ … كسِوارِهِ ونُجومَهُ كعُقودِهِ

وقال: [من الطويل]

شرطتُ عليهنَّ الوفاء فمُذْ بَدا … بياضُ عِذاري للعذارى مضى الشَّرطُ

فلا أبعدَ اللهُ المشيبَ فإنَّهُ … مَطيّةُ حُكمٍ في الخطيئَةِ لا يخطُو

وكانت وفاته بحلب (٢).


(١) الوزْر: السلاح. المعجم الوسيط (وزر).
(٢) الترجمة دون الشعر الأخير في تاريخ دمشق ١٣/ ١٢٠ - ١٢٢.