للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[وفيها تُوفِّي]

عبد الواحد بن علي بن بَرْهان (١)

أبو القاسم، النَّحْوي، كان عالمًا فاضلًا بعلوم شتى، منها علم العربية والنحو، ولولا شراسة أخلاقه لكانت له آثارٌ باقية، وكتبٌ مرويَّة، ولم يلبس سراويلَ قطُّ، ولا يُغطِّي رأسَه، ولا يقبل لأحدٍ عطاءً، وهو القائل: من قال: إن [الباء] (٢) للتبعيض، فقد جاء أهل اللغة بما لا يعرفونه. وتوفي ببغداد في جمادى الأولى وقد أناف على الثمانين، وقد طعن فيه [أبو الوفاء علي] بن عقيل [فقال: كان يختار مذهب المرجئة من المعتزلة].

وقال محمد بن عبد الملك الهَمَذاني: إنه كان يميل إلى المُرْدِ الصِّباح ويُقَبِّلهم عن غير ريبة.

[وفيها تُوفِّي

[علي بن الحسن بن محمد]

أبو الحسن، الصَّيداوي، من أهل صيدا، ذكره الحافظ ابن عساكر (٣) وقال: كان يتردَّد من صيدا إلى دمشق، فقُتل في وادٍ بأودية صيدا يُقال له: الحريق، فيه أُتْرُجٌّ وليمون، حدَّث عن أبيه الحسن وغيره، وروى عنه الخطيب، وهو روى إلى الأوزاعي أنه قال: خرجت من دمشق أريد البيت المقدس، فوافقتُ يهوديًّا، فلمَّا وصلنا إلى بحيرة طبرية استخرج منها ضفدعًا وشدَّ في عنقه خيطًا، فصار خنزيرًا، فمضى إلى طبريَّة، وباعه من النصارى، وجاء بطعام، فسِرْنا غير بعيد، وإذا بالقوم أدركونا، فقال: أحسبه قد صار ضفدعًا، فحانت مني التفاتةٌ، وإذا ببدن اليهودي ناحيةً ورأسه ناحية أخرى، فلمَّا نظروا إليه عادوا خوفًا من السلطان، وجعل الرأسُ يقول لي:


(١) ينظر السير ١٨/ ١٢٤.
(٢) يعني قولَه تعالى: ﴿وَامْسَحُوا بِرُءُوسِكُمْ﴾ [المائدة: ٦]، وما بين حاصرتين زيادة ضرورية من المغني لابن قدامة ١/ ١٢٦، والكافي له أيضًا ١/ ٦٤، وكشاف القناع ١/ ٢٢٥، وعمدة القاري ٣/ ٧١.
(٣) تاريخ دمشق ٤١/ ٣٣٨ - ٣٣٩.