للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وأوضح له الأحوال، فقتل أولئك الجماعة، وعلم أن هذا لم يُفعَلْ معهم، وإنما فُعِلَ مع الأكثر من عسكره، فرحل عائدًا إلى شيراز، ورتب فيها ولده ملك شاه في قطعة من العسكر، وجعل معه العميد أبا سعد المستوفي، وسار إلى أصبهان فدخلها في العشر الآخر من ذي الحجة، وعزمه قصد الري.

وفي شعبان ورد الخبر من اليمن بأن عبد المستنصر الصُّليحي بعد قتل سعيد بن نجاح الصُّليحي وأسْرِه لزوجته والدة عبد المستنصر، جمع إليه عساكر أبيه، وقصد سعيد إلى زَبيد وحاربه، فقتله، وانتزع والدته الحرة، وكان سعيد منذ أخذها وإلى أن قُتل جعلها في قصر، وقطع درجته، وجعل السلَّم الذي يرتقي إليها عليه عندها لئلا يُتَّهم معها، وقَتلَ عبد المستنصر بزَبيد مقتلةً كبيرة، ونهبها؛ لأن أهلها عاونوا سعيد على أبيه، وسُرُّوا بقتله، وعاد عبد المستنصر إلى صنعاء، وخطب باليمن للمستنصر، وقام غياث أخو سعيد مقام أخيه، وجمع الرجال والعبيد، وانضاف إليه ابن عراف ابن عم الصُّليحي، واتَّفقا على عبد المستنصر، وخطبا للقائم، وكان ابن عراف هذا قد قدم بغداد، وحضر ديوان الخليفة، وأقام على الباب إلى أن قُتِلَ الصليحي، وعاد إلى اليمن.

وفيها ورد الخبر بأن الإفشين التركي ومَنْ معه من الغُزِّ، وكان من أصحاب السلطان مقيمًا بأطراف الروم من ناحية الخزر، وأنهم وصلوا إلى عمورية، واتَّفق أنَّ ملك الروم قبض على بطريق كبير، فهرب أخوه لمَّا علم وصادف الإفشين في طريقه، وعرَّفه أن يحتال على عمورية ويُسلِّمها إليه، وبعث البطريق إلى عمورية يخبرهم بأن الملك أرسله إليهم ليعاونهم ويشدَّ منهم على الغُزِّ، ويقدم البطريق معه الأعلام عليها الصُّلبان، والإفشين خلفه، فلمَّا ملك البطريق الباب لحقه الإفشين، ودخل البلد، فقتل وسبى ونهب، وعاد ومعه من الأموال ما عَظُم قدرُه، وأسرى إلى خليج القسطنطينية، وأغار على حبشار الملك، فأخذ منه نحوًا من ستة آلاف فرس، وعلم ملك الروم وكان على منبج، فسار إلى القسطنطينية، وجاء الإفشين إلى أنطاكية، فأخرب بلدها وحصرها، وقرَّر عليها عشرين ألف دينار.