للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

و"روايات الصحابة عن التابعين"، أو"صلاة التسابيح"، و"روايات الستة من التابعين" (١)، و"مسند نُعيم بن همار (٢) "، و"النهي عن صوم يوم الشك"، و"الإجادة للمعدوم والمجهول"، و"البخلاء" و"الأسماء المتواطئة"، و"النِّكَاح بغير ولي"، و"الوضوء من مسِّ الذَّكَر" و"الرواة عن شعبة" و"الجمع والتفريق"، و"أخبار الطفيليين"، و"الدلائل والشواهد"، و"القضاء باليمين والشاهد"، و"المُوضِح"، و"القنوت".

واتَّفقوا على أنَّه تُوفِّي يوم الاثنين سابع ذي الحجة في حجرةٍ كان يسكنها بدرب السلسلة جوار النظامية، وحمل تابوتَه أبو إسحاق الشيرازي من المدرسة النظامية إلى الجسر، وعبر به إلى الجانب الغربي، واجتاز به في الكَرْخ، وحمل إلى جامع المنصور، وحضر الأماثل والفقهاء والخلق الكثير، وصلَّى عليه أبو الحسين بن المهتدي، ودُفن إلى جانب بشر الحافي، وكان أحمد بن علي الطُّرَيثيثي قد حفر هناك قبرًا لنفسه، وكان يمضي إليه كلَّ يوم ويختم فيه القرآن عدة سنين، فلمَّا مات الخطيب أرادوا دفنه فيه، فمنعهم وقال: هذا قبرٌ أنا حفرتُه وختمتُ فيه القرآن عدة ختمات. وكان أبو سعد الصوفي حاضرًا فقال: يا شيخ، لو كان بشر في الحياة دخلتَ أنت والخطيب عليه أيُّكما كان يقعد إلى جانبه؟ فقال: الخطيب. فقال: فكذا ينبغي أن يكون في حالة الموت. فسكت.

وقيل: إن الطُّرَيثيثي كان غائبًا، فلمَّا حضر أراد نبْشَه، فقيل له: لا يَحسُن. فتركه.

وكان الخطيب يقول: شربتُ من ماء زمزم على نية أن أدخل بغداد وأروي بها التاريخ، وأُدفن إلى جانب بشر الحافي، وقد رزقني الله تعالى دخولها وروايةَ التاريخ بها، وأنا أرجو الثالثة. فدُفنَ إلى جانب بشر، وأوصى أن يُتصدَّق بجميع ما كان عليه من الثياب.


(١) هذه الزيادة من (ف) ومصادر الترجمة.
(٢) تحرف اسمه في الأصلين (خ) و (ف) إلى: هشام، والصواب كما أثبتُّ: نعيم بن همَّار: وهو الغطفاني، كذا في إتحاف المهرة ١٣/ ٥٥٦، وتاريخ الإسلام ١٠/ ١٨١، وفي غيرهما من مصادر الترجمة، وكذا ذكره في كتابه موارد الخطيب ص ٥٧.