للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الحديث والتقلُّل من الدنيا، فكان يصوم النهار ويقوم الليل، وبنى المساجد والقناطر والجوامع، وكانت الملوك تزوره وتتبرَّك به.

ووقع في بلده غلاءٌ، فكان ينصب القدور فلا يُمنَع من طعامه أحدٌ، ويتصدَّق في السر، ويكسو كلَّ سنة خلقًا كثيرًا، ويزوِّج الأرامل واليتامى، ويمشي من بيته إلى المسجد، وكان بعيدًا عن بيته، ويلبس الغليظ من الثياب، ويصلي على قطعة لبد، ويقعد على التراب، وأغنى فقراء مرو ونيسابور وبلده، وأنفق أمواله في أبواب البر، وما زال به التقلُّل والمجاهدة حتَّى مرض بنيسابور مرضًا شديدًا، فحُمِل إلى مرو الرُّوذ، فتوفي بها.

[وفيها تُوفي]

علي بن [يوسف بن] عبد الله (١)

أبو الحسن، الجُويني، ويعرف بشيخ الحجاز، كان زاهدًا، عابدًا، وهو عمُّ أبي المعالي المتكلم.

[وفيها توفِّيت]

كريمة بنت أحمد (٢)

ابن محمد بن أبي حاتم المروزية، من أهل كُشْميهَن، قرية من قرى مرو، وكانت عالمةً، فاضلةً، صالحةً، زاهدةً، عابدةً، قدمت مكة، فأقامت بها حتَّى ماتت.

[وفيها توفِّي]

محمد بن علي (٣)

ابن محمد بن حُباب، أبو عبد الله، [ويُعرف بابن الدُّرزي]، الصُّوري، الشاعر، كان فصيحًا، تُوفِّي بطرابلس وقد نَيَّف على السبعين، ومن شعره: [من مجزوء الكامل]


(١) تاريخ دمشق لابن عساكر ٤٣/ ٢٩٢، وما بين حاصرتين منه.
(٢) المنتظم ١٦/ ١٣٥ - ١٣٦.
(٣) تاريخ دمشق ١٤/ ٣٩١ - ٣٩٢.