للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ما مرَّ ذو شجَنٍ يُكتِّمِهُ … إلَّا أقول متيَّمٌ مثلي

وعهودُهُم بالرَّملِ قد نُقضَتْ … وكذاك ما يُبنى على الرَّملِ

مَنْ يطَّلِعْ شرفًا فيُطلعُني … هل روَّحَ الرُّعيانُ بالإبلِ

أم قعقعت عَمَدُ الخيامِ أمِ ارْ … تَفَعَتْ قِبابُهمُ على البُزْلِ (١)

أم غرَّد الحادي بقافيةٍ … منها غرابُ البَينِ يستملي

وكانت وفاته في صفر، ركب دابته فتردَّى في بئر فمات هو والدابة، وكان عاقلًا ثقة.

[قاروت بك بن داود]

ابن ميكائيل أخو ألب أرسلان.

قد ذكرنا أخباره مفرَّقةً، فإن ملك شاه أسره وحمله إلى هَمَذان.

قال محمد بن الصابئ: لمَّا حُمِلَ إلى هَمَذان جُعِلَ في خركاه، ودخل عليه الحداد وهو يصلِّي، ففرغ من صلاته، ومدَّ رجليه، فقيَّده، فقال بعض الحاضرين: سبحان الله، لقد ملك هذا الرجل ملكًا عظيمًا؛ كرمان ثم عثمان ثم فارس، وكان يتمنَّى هلاكَ أخيه، ويتصوَّر ملك الدنيا بعدَه، وكان هلاكُه مقرونًا بهلاكه، وكذاك قُتُلْمِش مع عمه طُغْرُلْبَك فإنه كان ينظر في النجوم، ويُحقِّق القطع الَّذي مات عمُّه فيه في الوقت، وتصوَّر أنَّه يملك من بعدِه، فكان هلاكُه مقرونًا بهلاكه، وركب السلطان يوم الأربعاء ثالث شعبان إلى هَمَذان، وتقدَّم إلى سعد الدولة الكوهراني بالإشراف على قتله، وتولَّى خَنْقَه رجلٌ أعورُ أرمنيٌّ من أصاغر الحواشي بوتر القوس، بعد أن بذل التوبة من النظر في ملك، وتسليم أموالِه وبلادِه وقلاعِه، والرضا بالمقام في مسجد، والاعتقال والإبقاء على نفسه، ثم جمع ملك شاه أولاده وصهره ابن إبراهيم ينَّال، ثم كحلوا بين يدي ملك شاه، وقدم ولدُه سلطان شاه إسحاق أولًا وهو أكبرهم وأنجبُهم، وهو حين بَقَل وجهُه (٢)، فأخذ أخوتَه الصغار واحدًا واحدًا، وجعل يضمُّه إليه ويُقبِّله ويقول: هذا قضاءُ الله تعالى، فلا تجزعوا، فإنَّ الموتَ يأتي على جميع الناس. وكحل


(١) البُزْل: الجمال والنُّوق. المعجم الوسيط (بزل).
(٢) بقَلَ وجهُه: نبتت لحيتُه. اللسان (بقل).