للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

محمَّد بن هلال (١)

ابن المحسن بن إبراهيم الصابئ، أبو الحسن، الملقَّب بغرس النعمة، صاحب التاريخ المسمى بـ "عيون التواريخ"، ذيَّله على تاريخ أبيه، وأبوه ذيَّل على تاريخ [ثابت بن سنان، وثابت بن سنان ذيَّل على تاريخ] (٢) ابن جرير الطبري، فتاريخ الطبري انتهى إلى سنة اثنتين أو ثلاث وثلاث مئة، وتاريخ ثابت إلى سنة ستين وثلاث مئة، وتاريخ هلال إلى سنة ثمان وأربعين وأربع مئة وتاريخ غرس النعمة من سنة ثمان وأربعين وأربع مئة إلى سنة تسع وسبعين وأربع مئة.

وكان غرس النعمة فاضلًا، أديبًا، مترسلًا، له صدقةٌ ومعروفٌ، وإحسانٌ كثير، ومروءةٌ ظاهرة، وكانت وفاته في ذي القعدة، ودُفِنَ في داره بشارع عوف غربي، ثم نُقل إلى الكوفة فدُفن بمشهد أمير المؤمنين، وخلَّف سبعين ألف دينار، وكان محترمًا عند الخلفاء والوزراء والأكابر، وقد غمزه عبد الله بن المبارك السَّقطي، ضعيف.

أمير المُلثَّمين بمراكش والمغرب (٣)

وكنيته أبو بكر بن عمر من ولد تاشفين، كان مجاهدًا في سبيل الله تعالى، يركب في خمس مئة ألف من رجال الديوان والمطاوعة ويخطب للدولة العباسية، وكان مثل واحد من أصحابه يواسيهم بنفسه، وكان يصلِّي بالنَّاس الصلوات الخمس، ويقيم الحدود، ويلبس الصوف، وينصف المظلوم، ويعدل في الرعية، ويقسم بينهم بالسوية.

خرج في غَزاة، فلقي الفرنج وظهر عليهم، فبينما هو واقف إذ جاءه سهمٌ عائرٌ فذبحه، وبلغ نيِّفًا وستين سنة.


(١) المنتظم ١٦/ ٢٧٥ - ٢٧٦.
(٢) ما بين حاصرتين من (ب) والمنتظم.
(٣) المنتظم ١٦/ ٢٧٦.