للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

لمَّا رأيتُ دارَكُمْ خاليةً … من بعدما ثوَّرتُمُ الأيانقا (١)

بكيتُ في ربوعِها صبابةً … فأنبتَتْ مدامعي شقائقا

وقال: [من الكامل]

ماذا على متلوِّنِ الأخلاقِ … لو زارني فأبُثَّهُ أشواقي

وأبوحَ بالشكوى إليه تذلُّلًا … وأفضَّ ختم الدَّمع من آماقي

فعساهُ يسمحُ بالوصالِ لمدنفٍ … ذي لوعةٍ وصبابةٍ مشتاقِ

أسرَ الفؤادَ ولم يرِقَّ لموثقٍ … ما ضرَّه لو جادَ بالإطلاقِ

يا قاتلي ظلمًا بسيف صدودِهِ … حاشاكَ تقتلني بلا استحقاقِ

أسقيتَني دمعي وما يَروى بهِ … ظَمَأي ولكن لا عَدِمتُ الساقي

وقال: [من الطَّويل]

وحرَّم غمضي بالحجيجِ على منى … غزالٌ رأيناهُ بمكة مُحرِما

رمى وَهو يسعى بالجِمارِ وإنَّما … رمى جمرةَ القلب المُعذَّب إذ رمى

ولمَّا تفرَّقْنا بمُنعرجِ اللِّوى … وأنجدْتُ لا أرجو اللِّقاءَ وأتْهما

بكيتُ على وادي الأراكِ وماؤُهُ … مَعينٌ فصار الماءُ مِنْ عَبْرتي دمًا

وقال: مرضتُ فغسلتُ ديوان شعري، وكان ذلك من المرض أيضًا.

علي بن [أبي] يعلى (٢)

ابن زيد، أبو القاسم، الدَّبُوسي (٣)، من أهل دَبُوسة بلدة بين بخارى وسمرقند، أقدمه نظام الملك إلى بغداد لتدريس النظامية بعد المتولي، كان فاضلًا عارفًا بالفقه والجدل والمناظرة، وكانت وفاته في شعبان [ببغداد] (٤).


(١) الأيانق؛ جمع ناقة. الصحاح (نوق).
(٢) المنتظم ١٦/ ٢٨٥ - ٢٨٦.
(٣) تحرفت في الأصلين (خ) و (ب) إلى: اليبوسي، وكذلك الكلمة الآتية: دبوسة، إلى: يبوسة، والتصويب من المصادر السابقة.
(٤) ما بين حاصرتين من (ب) والمصادر.