للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

المَرْزُبان بن خسرو (١)

أبو الغنائم، تاج الملك، الوزير، بنى التاجية ببغداد وتربة أبي إسحاق الشيرازي، وعمل لقبره ملبنًا.

هبة الله بن عبد الوارث (٢)

ابن عليّ بن أَحْمد بن بوري، أبو القاسم، الشيرازي، أحد الرَّحالين فِي طلب الحديث، وحكى عن والدته فاطمة بنت علي [أنها (٣)] قالت: سمعت أَبا زُرعة الطبري يقول: سافرتُ مع أبي إِلَى المدينة، فلحِقَتْنا إضاقةٌ شديدةٌ، فجلسنا عند الحجرة النبوية وبتْنَا طاويين. فقال أبي: يَا رسولَ الله، نحن أضيافُكَ. ونِمْنا، فانتبه أبي، وفي يده دراهم، فقال: يا بُنيَّ، رأيتُ رسولَ الله ﷺ وترك فِي يدي هذه الدراهم. قال: فأنفقنا منها إِلَى شيراز، وكانت وفاته بمرو بمرض البطن، وكان فِي كل مرة يقوم ويغتسل، فقام فِي تلك الليلة سبعين مرة، فدخل النهر ليغتسل فمات، وكان حافظًا متقنًا، ثقةً صدوقًا، صالحًا دينًا.

[السنة السادسة والثمانون وأربع مئة]

فيها خطب تُتُش لنفسه بالسلطنة، وراسل الخليفةَ بأن يخطب له ويوعده، فما التفت إليه، وكتب فِي الجواب: إنما تصلح للخطبة إذا حصلتِ الدنيا بحُكْمِك، والخزائنُ التي بأصبهان، وتكون صاحب المشرق وخراسان، ولم تُبقِ من أولاد أخيك من يخالفك، أما فِي هذه الحال فلا سبيل إِلَى ما التمسته، فلا تَعْدُ حَدَّ العبيد، ولْيَكن خطابُك ضراعةً لا تحكُّمًا، وسؤالًا لا تجبُّرًا، وإن أبيتَ قاتلناك وردَّيناك، وأتاك من الله ما لا قِبَل لكَ به.

فلما وقف على ذلك سار إِلَى الموصل وبها إبراهيم بن قريش، فخرج إليه فِي بني عقيل، والتقوا على الهرماس فاقتتلوا، فقتل إبراهيم، وقتل عليه أعيان بني عقيل، وكان علي بن مسلم بن قريش عند بركياروق، فأخبره فعزَّ عليه، وكتب إِلَى تُتُش يلومه


(١) المنتظم ١٦/ ٣١٣ - ٣١٤.
(٢) المنتظم ١٦/ ٣١٤، والكامل ١٠/ ٢١٨.
(٣) ما بين حاصرتين من (ب).