للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

قال السِّمناني: وكتب تُتُش إِلَى الأمراء بأصبهان ليطيعوه، فأجابه بعضُهم، وكانت خاتون تركان مقيمةً بهَمْدان، فكتبت إليه وأطمَعَتْه فِي نفسها، فسار على طريق أذربيجان متباعدًا عن بركياروق، فأخذ خلاط ومنازكرد وإرمينية، وسار إِلَى همَذَان، وخرجت خاتون للقائه، فتوفِّيت بين هَمَذان وأصبهان، ووصل هَمَذان وبها فخر الملك ابن نظام الملك وزير بركياروق، فأراد قتْلَه، فشفع فيه بعيسان، فتركه، واستولى تُتُش على الممالك من باب الري إِلَى القدس، وأما بركياروق فإنَّه وصل أَصبهان وحشد ما قدر عليه، وأنفذ تُتُش من هَمَذان إِلَى بغداد يوسف بن آبق التركماني وعلى يده كتب، وقد أضمر السوء، فنزل دار المملكة ولم يلتفِتْ إليه. وقيل: إنما كان ذلك فِي السنة الآتية، وسنذكره إن شاء الله تعالى.

وفيها تُوفِّي

آقسُنْقُر بن عبد الله (١)

قسيمُ الدولة، كان شجاعًا، عادلًا، منصفًا، وكان الملوك السلجوقية يحترمونه، ولم يكن له ولد غير زنكي، فلمَّا قُتِلَ انضمَّ إِلَى مماليك أَبيه وصار معهم.

بدر (٢)

الجَمالي، الأرمني، أميرُ الجيوش، وولي الشَّام والساحل للمستنصر، ثم خالفه، وأقام بعكا، ثم استدعاه المستنصر إِلَى مصر، وفوَّض إليه الأمور، فاستقامت وسكنت الفتن، وكانت وفاته فِي ذي الحجة. وقيل: فِي سنة خمس وثمانين.

ولمَّا مات ولَّى المستنصرُ ولدَه أَبا القاسم شاهنشاه، ولقبه الأفضل، فأحسن إِلَى النَّاس، وشاع فضلُه فِي الدنيا، وسنذكره إن شاء الله تعالى.

وقف الشعراء بباب بدر بمصر فَكُلٌّ آيَسَهُمْ، وخرج بدر إِلَى الصيد، فخرج علقمة الشَّاعر فِي إثره، وعمل فِي عمامته ريشَ النَّعام كأنه مظلوم، فلمَّا قرب منه أنشده: [من الكامل]

نحن التِّجارُ وهذه أعلاقُنا … دُرٌّ وجُودُ يمينِكَ المُبتاعُ


(١) تنظر مصادر الترجمة فِي السير ١٩/ ١٢٩.
(٢) الكامل ١٠/ ٢٣٥ - ٢٣٦. وتنظر مصادر الترجمة فِي السير ١٩/ ٨١.