للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وفيها ورد كتاب المستعلي والأفضل بن أمير الجيوش إلى رضوان بالدخول في الطاعة، فأجاب، وأمر بالدعاء للمستعلي على المنابر، وللأفضل بعده، ولنفسه بعدهما، فأقام على ذلك مدة شهر، وكان قد بنى أمره على أنَّ المستعلى ينجده ويبعث العساكر إلى دمشق فيأخذها من أخيه ويسكنها رضوان إليه، فوصل يغي شعبان من أنطاكية وسُكمْان بن أُرْتُق صاحب القدس إلى حلب، وأنكرا على رضوان الدخول في هذه الحال، فأعاد الخطبة العباسية.

وفيها نزل العسكر المصري على صور، وكان قد عصى واليه، ويعرف بالكتيلة، وخالف صاحب مصر، فأقام العسكر عليها حتَّى فتحها عنوةً، وقَتلَ بها خلقًا كثيرًا، وأخذوا المال العظيم، وأسر الكتيلة، فحُمِلَ إلى مصر فقُتِل بها.

وفيها سار الأفضل بن أمير الجيوش إلى القدس وفيه سُكْمان بن أُرْتُق، فحصرها ونصب عليها المجانيق، وقاتلهم أربعين يومًا، وراسل أهلَه فواطؤوه على فتح الباب، وطلبوا منه الأمان، فأمنهم، وفتحوا له الباب، وخرج سُكْمان من باب آخر، ومضى إلى الرُّها، ومضى أخوه إيل غازي إلى بغداد.

وفيها تواترت الأخبار بخروج ملك الروم من بلد الروم بخلقٍ لا يُحصى، فأخرج يغي شعبان النصارى من أنطاكية، واستصرخ بحلب ودمشق والشرق على أعمال أنطاكية، وقتلوا ونهبوا وسَبَوا. وقيل: إنهم وصلوا إلى المعرة، وسببه قتل تُتُش واختلاف ولديه.

وفيها قتل رضوانُ رئيسَ حلب ويعرف بالمجنِّ، وقتل ولدَه، ونهب دارَه، وكان ظالمًا فاتكًا، واستوزَر رضوان أبا الفضل بن الموصل مشيد الدين.

وفيها توفِّي

إبراهيم بن الحسين (١)

أبو إسحاق، الخزَّاز الزاهد، العابد، كان يسكن بالرُّصافة من بغداد، وكان في رمضان يصمت فلا يتكلم إلا بالقرآن، وكان ابن عقيل قد قرأ عليه القرآن، فقال له: هذا تعتقده عبادة وإنه معصية. قال ابن عقيل: فصعب عليه، فقلت: إن هذا القرآن


(١) المنتظم ١٧/ ٣٣.