للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

العزيز نزل في بيان أحكام الشريعة، فلا يُستعمل في أغراض دنيوية، وما هذا إلا بمنزلة صرّك السدر والأشنان في ورق المصحف. قال: فهجرني وهجرتُه.

وكانت وفاته في ربيع الآخر، ودُفن بباب حرب، وكان صدوقًا.

عبد الله بن إبراهيم بن عبد الله (١)

أبو حكيم الخَبْري، وخَبْر: إحدى بلاد فارس، وهو جدُّ أبي الفضل بن ناصر لأمِّه، تفقَّه على أبي إسحاق الشيرازي، وبرع في علم الفرائض، وله فيها مصنَّف (٢)، وكان له معرفة بعلم الأدب.

وقال ابن ناصر: كان يكتب المصاحف، فبينا هو يومًا قاعدًا مستندًا يكتب، وضع القلم من يده وقال: واللهِ إن كان هذا موتًا فهو موت طيب. ثم تُوفِّي ودُفن بمقبرة باب حرب، وكان حسن الطريقة صالحًا.

عبد الرزاق بن عبد الله (٣)

ابن المُحسِّن، أبو غانم، التنوخي، المعرِّي، ولد بالمعرة سنة ثماني عشرة وأربع مئة، وكانت وفاتُه بها أيضًا، ومن شعره في كوز الفُقَّاع: [من الوافر]

ومحبوسٍ بلا ذنب جناهُ … له سجنٌ بباب من رصاصِ

يُضيَّقُ بابُه خوفًا عليهِ … ويُوثَقُ بعدَ ذلك بالعِقاصِ

إذا أطلقْتَهُ خرجَ ارتقاصًا … وقبَّلَ فاك من فرحِ الخلاصِ

عبد الملك بن إبراهيم بن أحمد (٤)

أبو الفضل، الهمَذَاني، كان عالمًا بالعلوم الشرعية والأدبية، وإليه انتهى علم الحساب والفرائض، وتفقَّه على الماوردي، وسأله الوزير أبو شجاع عن المقتدي أن يليَ قضاء القضاة فلم يُجِبْ، واحتجَّ بعلوِّ السن، وكان لا يفعل شيئًا إلا بنيَّة.


(١) المنتظم ١٧/ ٣٤.
(٢) في (خ): المصنفات، والمثبت من (ب) والنجوم الزاهرة ٥/ ١٥٩.
(٣) تاريخ دمشق ٣٦/ ١٤٥ - ١٤٦.
(٤) المتتظم ١٧/ ٣٥ - ٣٦، والكامل ١٠/ ٢٦١. وتنظر المصادر في السير ١٩/ ٣١.