للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فلمَّا قُرئ الكتاب على السلطانُ أحضر عميدَ الدولة، واعتذر إليه الوزيرُ أبو المحاسن، وقال: السلطان يقول: ثقَّلنا عليك كما يُثقِّل الولدُ على والده. وأطلقه وبين يديه الحُجَّاب، واستقرَّ أن يحمل مئة ألف دينار وخمسين (١) ألف دينار، فحملها.

وفي رابع جمادى الآخرة (٢) خرج بركياروق من بغداد، وجاءه محمد شاه في رجب إلى هَمَذان، والتقيا، فانهزم بركياروق في خمسين فارسًا، فنزل على فراسخ من مكان المصاف فاستراح، والتأم إليه أصحابُه، ثم لقي أخاه محمدًا، فانهزم محمد وأُسِرَ سنجر وأمُّه وهي أم محمد، فأحسن بركياروق إليهما، وبعث بهما إلى أخيه محمد، وبعث محمد مَنْ كان عنده من الأسارى من أصحاب بركياروق.

وفي رجب سار دُقاق من دمشق على الرحبة إلى ميَّافارقين، فتسلَّمها، ورتب فيها نوَّابه.

وفي رجب خرج بيمُنْد زعيم الروم صاحب أنطاكية، فعاث في أرض حلب، وبلغه أنَّ الدانشمَنْد وصل إلى ملطية في جيش كثيف من الأتراك وعسكر سليمان بن قُتُلْمِش، فعاد بيمُنْد إلى أنطاكية وجمع وحشد، وعاد والتقاه المسلمون فأسروه، وقتلوا من أصحابه مقتلةً عظيمة.

وفي رمضان قبض الخليفةُ على عميد الدولة ابن جَهير وإخوته؛ زعيم الرؤساء أبي القاسم، وأبي البركات الملقَّب بالكافي، وجلسوا في دار الخلافَة، واستوزر أبا المحاسن عبد الجليل بن محمد الدَّهستاني وزير بركياروق، ولقَّبه جلال الدولة، إلا أنَّه لم يتمَّ أمرُه، لأنه استوزر في شوال، وورد كتاب بركياروق يحثُّه على اللحاق به، فسار إليه، فاستوزر الخليفةُ سديدَ الملك أبا المعالي الفضل بن عبد الرزاق الأصفهاني، وكان كاتبًا في ديوان الجيش لملك شاه (٣).

وفي ذي الحجَّة قتل رجلٌ أميرًا في الري في دار فخر الملك بن نظام الملك -وقيل: إن الرجل باطني- فأُحضرَ إلى بين يدي فخر الملك، فقال: ويحك قتلتَ هذا الأمير في


(١) في المنتظم: وستين.
(٢) في المنتظم: رابع رجب. قلت: وهذا الخبر والأخبار السابقة في المنتظم ١٧/ ٥٢ - ٥٣.
(٣) تحرفت في (خ) إلى: الروم، والتصويب من (ب) والمنتظم.