للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

قدم بغداد سنة ثلاث وتسعين وأربع مئة، وروى أحاديث مناكير وموضوعات.

وكانت وفاته في ربيع الأول بالموصل.

محمد بن منصور (١)

أبو سعد، شرف الملك، المستوفي، الخُوارَزمي، كان جليلَ القدر، نبيلًا متعصِّبًا لأصحاب أبي حنيفة ﵁، وهو الَّذي بنى على أبي حنيفة القبة والمدرسة الكبيرة بباب الطاف، ومدرسةً بمرو، ووقف فيها كتبًا نفيسة، وبنى الرباطات في المفاوز، وعمل خيرات كثيرة، ثم انقطع في آخر عمره، وترك الاستيفاء، وبذل لملك شاه مئة ألف دينار حتَّى أعفاه من الخدمة.

وكان الملوك يصدرون عن رأيه، وكان متنعمًا، فكان يُحمل إليه ماءُ خُوارَزم وهو بأصبهان؛ لأنه عليه نشأ، وتُحمل إليه حنطةُ مرو ببغداد، ويقول: هي أجود الحنطة. وكانت خاتون الجلالية قد قسطت على أهل أصفهان مالًا على قدر أحوالهم، فقسطت عليه جملة وافرة، فأرسل إليها يقول: هذا الَّذي أخذتيه مني لم يؤثِّرْ عندي، فإنَّ لي ذخائر كثيرة اكتسبتُها في أيامكم، وإن لم يعلم الناس أنَّ ما أُخِذَ مني لم يؤثِّرْ عندي استوكسوني وأنا الخادم الَّذي لم يُغيِّره حال، وهذا مالي بين يديها. فاستحسنت خاتون ذلك منه، ولم تتعرَّض له بعد ذلك.

وكانت وفاته بأصبهان في جمادى الآخرة.

محمد بن منصور (٢)

النَّسَوي، عميد (٣) خراسان، ورد بغداد زمن طُغْرُلبكَ، وبنى مدرسةً ووقفها على أبي بكر بن أبي المظفر السمعاني وأولاده (٤) فيها إلى هلُمَّ جرَّا، وبنى مدرسة بنيسابور


(١) المنتظم ١٧/ ٧٢، والكامل ١٠/ ٣٢٦. وتنظر باقي المصادر في السير ١٩/ ١٨٨.
(٢) المنتظم ١٩/ ١٧ / ٧٢ - ٧٣.
(٣) تحرفت في (خ) إلى: عبد.
(٤) بعدها في (خ) زيادة كلمة: فيها.؟