للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وفيها هلك صَنجيل صاحبُ أنطاكية، وكان قد صالح ابنَ عمار بطرابلس وهادنه؛ أن يكون لصَنجيل ظاهر طرابلس ولا يقطع الميرة والمسافرين عنها.

وفي شعبان توجَّه طُغْتِكين إلى بعلبك منكرًا على كُمُشْتِكين الخادم أسبابًا ظهرت منه، وحصرها وضايقها، فبعث يتنصل ويحلف على بطلان ما نقل إليه، فصفح عنه، ورحل إلى حمص، فنزل رفنية، وكان الفرنج قد أحدثوا بها حصنًا، فهدمه وقتل مَنْ كان فيه، وأخرب الحصين وأبراج رفنية (١)، وسار إلى حمص.

وفي رجب خرج فخر الملك (٢) رضوان من حلب في خلقٍ عظيم قاصدًا طرابلس ينجدها على الفرنج النازلين عليها، وكان الأرمن الذين في حصن أَرْتاح قد سلَّموه إلى رضوان لمَّا شمله جَوْرُ الفرنج، وخرج طُغْتِكري من أنطاكية ليخلص حصن أَرْتاح، فالتقى رضوانَ، واقتتل الفريقان، فانهزم فرسان المسلمين، وثبت الرجَّالةُ وأحداثُ حلب، فحصدهم الفرنج، وفُقِدَ من الفرسان والرجَّالة ثلاثةُ آلاف، ورجع رضوان إلى حلب، وهرب المسلمون من حصن أَرْتاح، وتسلَّمه الفرنج.

وفيها عاد أرياش وأيتكين الحلبي إلى بصرى من الرحبة، فخرج طُغْتكين بالعساكر، ونازل بصرى وحصرهما فيها، واتفق خروج العسكر المصري في عشرة آلاف مع الأمير شمس المعالي ولد الأفضل، وكوتِبَ طُغْتِكين بالمسير معه إلى قتال الفرنج وكان نازلًا على بصرى، فامتنع، ثم رأى تقديمَ الجهاد، فسار إلى العسكر المصري، والتقى المسلمون والفرنج، فانهزم عسكر المصريين إلى عسقلان، وعسكر طُغْتِكين إلى بصرى، [وقُتِل من الفريقين عددٌ كثير، ولمَّا وصل طُغْتكين إلى بصرى (٣)] وجد أرياش وأيتكين قد خرجا منها إِلى الرحبة، فأمن أهل بصرى وسلَّموها إليه، فلم يتعرَّض لهم، وطيَّب قلوبهم.

وفيها بعث ضياء الدين [محمد] وزير ميَّافارقين إلى قُليج أرسلان بن سلمان بن قُتُلْمِش وهو بملطيةَ يستدعيه إلى ميَّافارقين.


(١) العباره في (ب): ولاحت وأبراج رفينة!
(٢) في (ب): فخر الملوك.
(٣) ما بين حاصرتين في هذا الموضع والموضع الآتي من (ب).