للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

للهِ درُّكَ إنَّ دارَكَ جنَّةٌ … لكِنَّ خلْفَ البابِ منها مالكا

أنعِمْ بتيسير الحجاب فإنَّني (١) … لاقَيتُ أنواعَ النَّكالِ هُنالِكا

فاستدعاه وقال له: إذا كنتَ غنيًّا عن مالنا فانكفِئْ عنَّا. فقال: كلانا شافعيُّ المذهب، وإنما أتيتُكَ لمذهبك لا لذهبك.

كان (٢) ابن أبي الصقر قد أسنَّ، فقال يعتذر إلى أصدقائه حيثُ لم يقدِرْ على القيام لهم: [من الخفيف]

عِلَّةٌ سُمِّيتْ ثمانينَ عامًا … منعَتْني للأصدقاءِ القياما

فإذا عُمِّروا تمهَّدَ عُذْري … عندهُمْ بالذي ذكرتُ قياما

وقال: [من الوافر]

إذا ما مرَّ يومٌ بعدَ يومٍ … ووجهي ماؤهُ فيه مصونُ

وقُوتي قُرْصتانِ (٣) إلى ثلاثٍ … بها مِلْحٌ يكونُ ولا يكونُ

وسِربى (٤) آمنٌ وأنا مُعافى … وليسَ عليَّ في الدنيا ديونُ (٥)

فما أشكو الزمانَ فإنْ شكَوْتُ … الزَّمانَ فإنَّهُ مِنِّي جُنونُ

[يعقوب بن سليمان]

أبو يوسف، القاضي الإسفراييني، الشافعي، خازن دار الكتب بالنظامية، كان أديبًا، فاضلا، مفتيًا، توفي في رمضان وقد جاوز الثمانين، ومن شعره يمدح بهاء الدولة منصور بن دبيس الأسدي:


(١) في (خ): فإنها، والمثبت من (ب).
(٢) في الأصلين (خ) و (ب): وقال، لكن جاء على هامش (ب) قوله: لعله كان. قلت: وهو الذي يتناسب مع السياق.
(٣) القُرصة: خبزة صغيرة مبسوطة مدورة. المعجم الوسيط (قرص).
(٤) يقال: فلانٌ آمِنٌ في سِرْبه -بالكسرة- أي: في نَفْسه، وبالفتح: المسلك والطريق. النهاية في غريب الحديث (سرب).
(٥) هذا البيت والذي قبله مقتبسان من حديث: "من أصبح منكم معافًى في جسده، آمنًا في سِرْبه، عنده قوتُ يومه، فكأنما حيزَت له الدنيا بحذافيرها"، والحديث أخرجه الترمذي (٢٣٤٦)، وابن ماجه (٤١٤١) من حديث عبد الله بن محصن ﵁، وهو حديث حسن بمجموع طرقه، وينظر تمام تخريجه في تفسير ابن كثير ٣/ ٦٩ [طبعة مؤسسة الرسالة].