للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

عسكره، وألقاه في جُبٍّ، وأطبق عليه طبقًا من نحاس، ووَكَّل به خواصَّه، وبلغ رستمًا وهو بسِجِسْتان، فجيَّش الجيوش، وسار إلى اليمن، واجتمع إليه عسكرُ كي كاووس، فأَخرج كي كاووس من الجُبِّ وظَفِر باليمن وعاد إلى بابل.

ويقال: إن رستمًا لما قصد اليمن خرج إليه ذو الأذعار بجيوشه، فخندق كلُّ واحدٍ منهما على عسكره، وطال الأمرُ بينهما، وخافا الهلاكَ على عسكريهما، فاصطلحا على تسليم كي كاووس إلى رستم، فسلَّمه إليه، وعاد به إلى بابل، فأعفاه كيكاووس لرستم من الخِدمة، وأقطعه سِجِسْتان وغيرها، وعَرَف له ما فعل معه.

وقيل: إن كي كاووس أقام في الجُبِّ سبعَ سنين (١)، وفيه يقول أبو نُواس يفتخر باليمن على الفرس: [من المنسرح]

وقاظَ كاووسُ في سلاسِلنا. . . سنينَ سبعًا وَفَتْ لحاسِبِها (٢)

ويقال: قابوس.

وكان كي كاووس بين يوسف وأيوب، واختلفوا في مُدَّة مُلكِه على قولين: أحدهما: أربعون سنة، والثاني: مئة سنة.

[فصل]

وملك بعده ابنُ ابنِه كي خسرو بن سياووس، الذي أمه بنت أفراسْياب، وتَحيَّل جدُّه كيكاووس حتى حملها إليه إلى بابل، وقد ذكرناه.

فجلس كي خسرو على السَّرير وعلى رأسه التَّاج، وسار يطلب ثأر أبيه من جدِّه لأمه افراسياب، وكتب إلى إصبَهْبَذ خُراسان واسمه جودر (٣) يأمره بالتقدم إلى أفراسياب، فسار، ثم بعث طوس بن بوذران في ثلاثين ألفًا ومعه عم لكي خسرو يقال له: برزافره (٤) بن كي كاووس، وكان سياووس بن كي كاووس قد تزوج في الترك امرأة،


(١) جاء عقب هذا في (ب) غزو قابوس لملك اليمن شمر يرعش، ثم بيت أبي نواس وستأتي في (خ) و (ك) بعد ذكر زرادشت، وهناك موضعها.
(٢) ديوان أبي نواس ٢/ ٣، وانظر: تاريخ الطبري ١/ ٥٠٤ - ٥٠٩، وتجارب الأمم ١/ ٢٠ - ٢٢.
(٣) في تاريخ الطبري ١/ ٥٠٩، وتجارب الأمم ١/ ٢٣: جوذرز.
(٤) في النسخ: بزافرة، والمثبت من تاريخ الطبري وتجارب الأمم.