للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ولدِهِ الصغير بعضُ مماليكه من زمنِ سيف الدولة إلى هلم جرا. وكان رضوان قد بنى دار الدَّعوة، وأطمعهم في حلب، فلما ماتَ أشار البديعُ رئيسُ حلب على لؤلؤ والصبي بقتلِ كل مَنْ في حلب منهم، وأغلق] (١) باب دار الدَّعوة، فخاف لؤلؤ والصبي، وجَسَرَ عليهم البديع، فَقَتَلَ منهم خَلقًا كثيرًا، فخافَ الصبيُّ، فسارَ في خواصِّه [وغِلْمانه] (٢) إلى دمشق، فأكرمه طُغْتِكِين، وأجلسه على تَخْتِ عمِّه دُقاق بقلعة دمشق، وأقام عنده مُدَّة، فأحسنَ ضيافته، وقدَّم له ألطافًا كثيرة، وسأل طُغْتِكين أن يمضي معه إلى حلب [ليدبِّر] (٣) أموره. فمضى معه، ودبَّر أموره، وعاد إلى دمشق، فكثُرَ فسادُ الصَّبيِّ، ودَسَّ إلى أخويه مَن قَتَلَهما بعدما حَبَسَهما، وأساء السِّيرة، [وأفسد] (٢) واغتال النَّاس يقتلهم (٤)، فاستوحشَ منه لؤلؤ، وخاف أن يقتلَه، فامتنع من الاجتماع معه (٥).

[وقد ذكره أبو يعلى بن القلانسي، فقال: وفي سنة سبع وخمس مئة في جمادى الآخرة وردت الأخبار بمرضٍ عَرَضَ لرضوان صاحبها] (٦) ومات في التاريخ المذكور، [وقال:] (٢) وخلَّف في خزانته من العين والعَرُوض والأواني ما تقديره ست مئة أَلْف دينار، وتقرَّر الأمرُ بعده لولده ألب أرسلان [وعمره ست عشرة سنة] (٧) وفي كلامه حُبْسة وتمتمة، وأمه بنت الأَمير يغي سغان، صاحب أنطاكية، فقبض على جماعةٍ من خواصِّ أَبيه، فَقَتَلَ بعضًا، وأخذ مال بعض، ودبر الأمرَ معه خادمُ أَبيه لؤلؤ، فأساء كلّ واحدٍ منهما التَّدبير، وقبَضَ على أخويه مَلِك شاه من أُمّه وأبيه، ومبارك من جاريةٍ، وقتَلَهما.


(١) في (ع) و (ب): وكان أخرس في كفالة لؤلؤ الخادم، فأشار البديع رئيس حلب بقتل الباطنية وغَلْقِ باب دار الدعوة، وما بين حاصرتين من (م).
(٢) ما بين حاصرتين من (م).
(٣) في (ع) و (ب): يدبر، والمثبت ما بين حاصرتين من (م).
(٤) في (م) و (ش): فقتلهم.
(٥) انظر "ذيل تاريخ دمشق": ٣٠٢ - ٣٠٣.
(٦) في (ع) و (ب): وقال ابن القلانسي: عرض لرضوان مرض، ومات في التاريخ المذكور، والمثبت ما بين حاصرتين من (م) و (ش).
(٧) ما بين حاصرتين من (م) و (ش).