للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

قال: وأنشدني أبو جعفر حَنْبل بن عليّ البُخَارِيّ الصُّوفي، قال: أنشدنا أبو الفَضْل محمَّد بن طاهر لنفسه]: [من الطَّويل]

إلى كم أمَنِّي النَّفْسَ بالقُرْبِ واللِّقا … بيومٍ إلى يومٍ وشَهْرٍ إلى شَهْرِ

وحتَّامَ لا أحظى بِوَصلِ أَحِبَّتي … وأشكو إليهمْ ما لَقِيتُ مِن الهَجْرِ

فلو كان قلبي مِنْ حديدٍ أذَابَهُ … فِراقُكُمُ أو كان مِنْ أصلَبِ الصَّخْرِ

ولما رأيتُ البَينَ يزدادُ والنَّوى … تَمَثَّلْتُ بيتًا قِيلَ في سالِفِ الدَّهْرِ

متى يستريحُ القَلْبُ والقلبُ مُتْعَبٌ … ببَينٍ على بَينٍ وهَجْرٍ على هَجْرٍ

[قال الحافظ: وأنشدنا أَيضًا لابن طاهر] (١): [من المتقارب]

خَلَعْتُ العِذار بلا مِنَّةٍ … على مَنْ خَلَعتُ عليه العِذارا

وأصبحتُ حيرانَ لا أَرْتَجي … جِنانًا ولا أتَّقي فيه نارًا

وقال [الحافظ] (٢) ابنُ عساكر: سمِعْتُ أَبا العلاء الحسن بن أَحْمد الهَمَذاني يقول: ابْتُلي محمدُ بنُ طاهر بهوى امرأةٍ من أهل الرسداق، وكانت تسكن قريةً على ستَّةِ فراسخَ مِنْ هَمَذَان، فكان كلُّ يوم يذهب إلى قريتها فيراها تَغْزِلُ في ضَوْء السِّراج، ثم يرجع إلى همذان، فكان يمشي في كلّ يومٍ وليلة اثني عَشَرَ فرسخًا (٣).

المُؤْتَمن بن أَحْمد بن عليّ (٤) بنِ الحسن (٥)

أبو نَصر السَّاجي، المَقْدِسي.


(١) في (ع) وقال أَيضًا من شعره، والمثبت ما بين حاصرتين من (م).
(٢) ما بين حاصرتين من (م).
(٣) انظر "تاريخ ابن عساكر" (خ) (س): ١٥/ ٤٨١ - ٤٨٣.
قلت: وجاء في (ع) و (ب) عقب هذا ما ذكرته في الحاشية رقم ٢ من الصفحة السالفة.
(٤) له ترجمة في "تاريخ دمشق" لابن عساكر (خ) و (س): ١٧/ ٢٥٣ - ٢٥٤، و"المنتظم": ٩/ ١٧٩ - ١٨٠، و"خريدة القصر" قسم شعراء الشَّام: ١/ ٢٨٦ - ٢٨٧، و"طبقات علماء الحديث": ٤/ ١٨ - ٢٠، و"سير أعلام النبلاء": ١٩/ ٣٠٨ - ٣١١، وفيهما تتمة مصادر ترجمته.
(٥) كذا في النسخ الخطية و"المنتظم"، وفي "تاريخ ابن عساكر" و"الخريدة" و"طبقات علماء الحديث" و"السير": الحسين، وهو الأشبه.