للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وقال: كان الأمينُ يُعَيِّر المأمونَ بأمِّه مراجل، وأنها أَمَةٌ، ويفتخر بأمُّه زُبيدة، فكتَبَ إليه المأمون: [من البسيط]

النَّاس من جهةِ الأمثالِ (١) أكْفاءُ … أبوهُمُ آدمٌ والأُمُّ حواءُ

فإنْ يكنْ لهُمُ مِنْ أصلِهِمْ نَسَبٌ … يفاخرون به فالطِّينُ والماءُ

ورُبَّ مُعْرِبةٍ (٢) ليست بمنجبةٍ … وربَّما أنجبتْ للفَحْلِ عَجماءُ

وإنَّما أمهاتُ النَّاس أوعيةٌ … مُسْتَودَعاتٌ وللأحسابِ آباءُ

وقال: قال سعيد بنُ العاص لبنيه: يا بَنِيَّ، لم أَظْلِمْكُم في أُمهاتكم فلا تظلموا أبناءكم في أُمهاتهم، فيعيرونهن، فإنَّ فسادَ مَن فَسَدَ لعِرْقِ سوءٍ من أُمِّ سوءٍ، وما أنجبت دَنِيَّةٌ، ولا أخلفت سُرِّيَّة، وكلّ وعاءٍ يَرُدّ إليك ما أوَدَعْتَه إلا الأرحام، فإنَّها تحيل المياه.

وقال [عبد الله بن المبارك] (٣): [من مجزوء الرمل]

قد أَرَحْنا واسْتَرَحنا … مِنْ غُدُو ورواحِ

واتِّصالٍ بأميرٍ … ووزيرٍ ذي سَمَاحِ

بعَفافٍ وكَفَافٍ … وقنُوعٍ وصلاحِ

وجَعَلْنا اليأسَ مِفْتا … حًا لأبوابِ النَّجاحِ

وقال ابنُ المعتز: [من المتقارب]

وإنْ فُرْصةٌ أمكَنَتْ في العدوّ … فلا تبد فِعْلَك إلَّا بها

فإنْ أنتَ لم تَأتِها مُسْرعًا … أتاك عدوُّك مِنْ بابها

وقال آخر: [من الطويل]

وماذا عسى الواشون أن يتحدَّثُوا … سوى أَنْ يقولوا: إنَّني لك عاشِقُ

نَعْم صدق الواشون أنتِ حبيبةٌ … إليّ وإن لم تصفُ منك خلائقُ

وقال أبو نواس: [من السريع]


(١) في (م) و (ش): التمثيل.
(٢) المعرب من الخيل: الذي ليس فيه عرق هجين، والأنثى معربة، "اللسان" (عرب).
(٣) ما بين حاصرتين من (ب) و (م) و (ش).