للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فصل وفيها: توفي

إبراهيم بن أحمد، أبو الفَضْل المُخَرَّمي (١)

سمع الحديث ورواه، وكان رجلًا صالحًا، نَزَلَ إلى دِجْلة ليتوضَّأ، فَزَلَّتْ قَدَمُه، فَغَرِقَ، فَحُمِلَ إلى بيته فماتَ، ودُفِنَ بباب حَرْب في ربيع الآخر.

سمع أبا محمد الصريفيني وغيره، وروى عنه أشياخ أشياخنا.

وقال أبو الفَضْل بن ناصر: كان شيخا مستورًا، كثير تلاوةِ القرآن، محافظًا على الجماعات، وحَضَرْتُ غسله، فرأيت النورَ على وجهه، فقبَّلتُ بين عينيه] (٢).

وفيها توفي

عَقِيل بنُ علي [بن عقيل] (٣) بن محمد بن عقيل (٤)

أبو الحسن [بن أبي الوفاء] (٣) الحنبلي.

ولد في رمضان سنة إحدى وثمانين وأربع مئة، [وتفقَّه] (٣)، وقرأ القرآن وسَمِعَ الحديث، وشَهِدَ عند قاضي القُضَاة أبي عبد الله الدَّامَغَاني، وتوفي في منتصف مُحَرَّم عن تسعٍ وعشرين سنة، ودُفِنَ بالظفرية في دار أبيه، فلما مات أبوه نُقِلَ فدفن في دِكَّة الإمام أحمد رحمة الله عليه.

وظهر من أبيه صبرٌ جميل؛ دَخَلَ عليه بعضُ أصحابه وهو مسجًى، وعلي والِدُهُ يروِّحه [بمروحةٍ] (٣) بعد موته، فكأنَّه أحَسَّ من الدَّاخل بإنكارِ ذلك، فقال [له] (٥): يا هذا، إنها جُثةٌ عليَّ كريمة، فما دامتْ بين يديَّ لم تَطِبْ نفسي إلا بتعاهدها، فإذا غابتْ عَنِّي فهي في استرعاءِ مَنْ هو خيرٌ لها مني. [قلتُ: وهذا يحملُ على غَلَبَةِ الحُزن والشَّفقة، وإلا فأيُّ فائدةٍ في ترويح الميت] (٢).


(١) له ترجمة في "المنتظم": ٩/ ١٨٥.
(٢) ما بين حاصرتين من (م) و (ش).
(٣) ما بين حاصرتين من (ب) و (م) و (ش).
(٤) انظر ترجمة ولديه: أبي الحسن وأبي منصور في "المنتظم": ٩/ ١٨٦ - ١٨٨، و"ذيل تاريخ بغداد" لابن النجار: ٢/ ٢٨٨ - ٢٩٤، و"ذيل طبقات الحنابلة": ١/ ١٦٣ - ١٦٤، و "المنهج الأحمد": ٣/ ٩٧ - ٩٩، و"شذرات الذهب": ٤/ ٣٩ - ٤٠.
(٥) ما بين حاصرتين من (ب) و (م).