للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ولد سنة أربعٍ وثلاثين وأربع مئة (١)، وهو محدِّث ابنُ محدِّث ابن محدِّث ابن محدِّث ابن محدِّث، سَمِعَ الكثيرَ، وصنف وجَمَعَ، وتوفي في ذي الحِجَّة، ولم يخلِّفْ في بيتِ ابنِ مَنْدَه مِثْلَه عِلْمًا وزُهدًا، وصِدْقًا وورعًا.

أبو الفَضل بن الخازن (٢)

كان أديبًا شاعرًا ظريفًا، [سافر إلى أصفهان في سنة ستٍّ وخمس مئة، أنبأنا غير واحد عن أحد مشايخنا، عن أبي عبد الله محمد بن علي الحَرَّاني، قال: حكى لي] (٣) أبو الفتح بن زهمونه (٤) [قال] (٥): سافرتُ إلى أصبهان [في السنة المذكورة] (٥) ومعي أبو الفَضْل بن الخازن، فقصدنا يومًا دار شمسِ الحكماء أبي القاسم الطبيب الأَهْوازي لزيارته، وكان بيننا مودةٌ، ولم يكن حاضرًا، فقال الغِلْمان: ادخلوا. فدخلنا إلى حَمَّامٍ في الدَّار، وخرجنا إلى بُسْتانٍ، فجلسنا فيه، فارتجل ابنُ الخازن بديهًا، وقال: [من الكامل]

وافيتُ مَنزِلَه فلمْ أرَ صاحِبًا (٦) … إلا تلقَّاني بوَجْهٍ ضاحِكِ

والبِشْرُ في وَجْهِ الغُلام نتيجةٌ … لمُقدِّماتِ ضياءِ وَجهِ المالكِ

ودَخَلْتُ جَنَّتَه وزُرْتُ جحيمهُ … فشكرتُ رِضْوانًا ورأفَةَ مالكِ (٧)


(١) في (ع) و (ب): ولد سنة أربع وثمانين وأربع مئة، وهو خطأ قديم تابع فيه السبط جده ابن الجوزي في "المنتظم": ٩/ ٢٠٤، والمثبت من مصادره.
(٢) واسمه أحمد بن محمد بن الفضل، وله ترجمة في "المنتظم": ٩/ ٢٠٤، و"الكامل": ١٠/ ٥٤٦، و"وفيات الأعيان": ١/ ١٤٩ - ١٥١، و"سير أعلام النبلاء": ١٩/ ٤٨٢، و"المستفاد من تاريخ بغداد": ٧٩ - ٨٠، و"الوافي بالوفيات": ٨/ ٧٨ - ٨٠، و"النجوم الزاهرة": ٥/ ٢١٨، و"شذرات الذهب": ٤/ ٥٧ - ٥٨، وذكر ابن خلكان والدمياطي والذهبي والصفدي وابن العماد أن وفاته سنة (٥١٨ هـ)، وستكرر ترجمته ثمة.
(٣) في (ع) و (ب): قال أبو الفتح، وما بين حاصرتين من (م) و (ش).
(٤) لم أهتد إلى ترجمته، ولعله الآتي كذلك ص ١١٦ من هذا الجزء.
(٥) ما بين حاصرتين من (م) و (ش).
(٦) في "وفيات الأعيان": حاجبًا، وهو الأشبه.
(٧) الأبيات في "المنتظم": ٩/ ٢٠٤، و"وفيات الأعيان": ١/ ١٥٠ مع اختلاف في بعض الألفاظ، وقال ابن خلكان: ثم إني وجدت هذه الأبيات للحكيم أبي القاسم هبة الله بن الحسين بن علي الأهوازي الطبيب الأصبهاني، ذكرها العماد الكاتب في "الخريدة" له. وقال: توفي سنة نيف وخمسين وخمس مئة، وذكرها في ترجمة أبي الفضل بن الخازن المذكور، والله أعلم لمن هي منهما.