للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ذِكْرُ وفاته:

توفي ليلة الأحد رابع عشر مُحَرَّم، وحَضَرَ أربابُ الدَّوْلة والخواص والأشراف على طبقاتهم، [وصلى عليه ولده أبو عبد الله محمد، ووراءه النقيبان والأكابر، ودفن في داره بنهر القلائين في الموضع الذي كان دفن فيه أبوه] (١) ثم نقل (٢) إلى مشهد أبي حنيفة، وعاش ثلاثًا وستين سنة وستة أشهر، ولي القضاء منها تسعًا وعشرين سنة وخمسة أشهر وأيامًا.

سمع الحديث من القاضي أبي يعلى ابن الفَرَّاء والخطيب وغيرهما، وكان صدوقًا ثِقَةً.

عليُّ بنُ عَقِيْل بنِ محمد بن عقيل (٣)

أبو الوفاء الحَنبَلي.

ولد في جُمادى الآخرة سنة إحدى وثلاثين وأربع مئة، وحَفِظَ القرآن، وقرأه بالقراءات [على أبي الفتح بن شيطا وغيره] (١)، وكان يفتخر ويقول: شيخي في القراءات ابنُ شِيْطا، وفي الآداب والنَّحْو أبو القاسم ابن بَرْهان، وفي الزُّهْد أبو بكر الدِّينوري وأبو الحسن ابن القَزْويني، وفي الحديث ابن بِشْران، والعُشَاري، والجَوْهَري وغيرهم، وفي الشِّعْر والتَّرَسُل: ابن شِبل وابن الفَضْل، وفي الفرائض أبو الفَضْل الهَمَذاني، وفي الوعظ أبو طاهر بن العلاف صاحب ابن سمْعُون، وفي الفِقْه القاضي أبو يعلى، وفي الأصول ابن الوليد.

[قلت: وهذا ابن الوليد هو الذي قرأ عليه ابن عقيل المنطق والفلسفة والاعتزال، وثارت الحنابلة عليه بسببه، وأرادوا قتله حتى حضر ابن عقيل في الديوان، وتاب وتبرأ منه، وقد ذكرناه] (١). وكان جَدِّي لأُمي الزُّهْري رئيس أصحاب بني حنيفة.

[قال] (١): ومن مشايخي: أبو إسحاق الشِّيْرَازي إمامُ الدُّنيا وزاهِدُها وفارسُ المناظرة وواحدها، وأبو نَصر بن الصباغ، وأبو عبد الله الدَّامَغَاني، وقاضي القُضَاة


(١) ما بين حاصرتين من (م) و (ش).
(٢) في "المنتظم": ٩/ ٢١٢: ثم نقل الأب إلى مشهد أبي حنيفة.
(٣) له ترجمة في "طبقات الحنابلة": ٢/ ٢٥٩، و"خريدة القصر" قسم شعراء العراق: ٣/ ٢٩ - ٣٢، و"مناقب الإمام أحمد": ٦٣٤ - ٦٣٥، و"المنتظم": ٩/ ٢١٢ - ٢١٥، و"الكامل": ١٠/ ٥٦١، و"ميزان الاعتدال": ٣/ ١٤٦، و"سير أعلام النبلاء": ١٩/ ٤٤٣ - ٤٥١، وفيه تتمة مصادر ترجمته.