للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وعاد السُّلْطان إلى بغداد، وشَفَعَ إلى الخليفة في أخيه أبي الحسن، فقال: في إخراجه فَتْحُ بابِ الفِتَن، وبعث للسُّلْطان ثلاث مئة ألف دينار على أن يسكت، فسكت.

وفيها أعاد أبو طالب وزير محمود المكوس والضَّرائب، وكان محمد قد أبطلها سنةَ إحدى وخمس مئة.

وفيها رفع [نجم الدين] (١) إيلغازي عن أهل حلب المكوس [والمؤن والمظالم] (١)، وما جدَّده الظَّلَمة، ووادَعَ الفرنج، [وسالمهم] (١).

وفيها توفي أحمد بن عبد الوهّاب بن هبة الله (٢)

أبو البركات، ابن السِّيْبي.

كان يعلِّمُ أولاد المستظهر، فأنِسَ به المسترشد، فلمَّا وليَ الخِلافة، ولَّاه المخزن بعد هلاك ابن الخَرَزي، وكان كثير الصَّدَقة، واسِعَ المعروف، معتقدًا في أهل العِلم.

أقام على المخزن سنة وثمانية أشهر، وتوفي عن ست وخمسين سنة، وصلَّى عليه الوزير ابنُ صدقة وأربابُ الدَّوْلة في مقصورة جامع القَصر، ودُفِنَ [عنده جدِّه أبي الحسن القاضي] (١) بباب حَرْب، وخلَّف مئة ألف دينار، وأوصى بثُلُثها صَدقَة على أهل الحرمين، وأوقف وقوفًا كثيرة.

[وسمع أبا الحسن بن النَّقور، وأبا محمد الصريفيني، وأبا القاسم بن البُسْري وغيرهم، (٣)، وروى عنه الخليفة المقتفي، وكان سَيِّدًا فاضلًا، نبيلًا، صدوقًا ثِقَة.


(١) ما بين حاصرتين من (م) و (ش).
(٢) له ترجمة في (نزهة الألباء): ٣٨٥، و"المنتظم": ٩/ ٢١٩، و"معجم الأدباء": ٣/ ٢٢٧، و"الكامل": ١٠/ ٥٨٧، و"الوافي بالوفيات": ٧/ ١٦٢، و"توضيح المشتبه": ٥/ ٢٣، والسِّيْبي نسبة إلى سيب. قال السمعاني في "الأنساب": ٧/ ٢١٥، وظني أنها قرية بنواحي قصر ابن هُبيرة.
(٣) في (ع) و (ب): سمع الصَّريفيني وغيره، والمثبت ما بين حاصرتين من (م) و (ش).