للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

خاتون السَّفرية حَظيَّة ملك شاه (١)

ولدت له محمدًا وسنجر، [وهي جدَّة محمود ومسعود ابني محمد شاه] (٢)، وكانت صالحةً، كثيرةَ الصَّدقات، تبعثُ الأموالَ إلى الحرمين، والجِمالَ إلى طريق مَكَّة، وتُعين الحاجَّ، ولما حَصَلَت عند ملك شاه، بعثت إلى التُّرك مَن يبحث عن أهلها، حتى عَرَفَت مكان أمها وأخواتها، فبذلتِ الأموالَ في شرائهن، فلما وصلت أمها إليها وقد كانت فارقتها منذ أربعين سنة، فجلست خاتون بين جوارٍ يقاربنها في الشبه، حتى تنظر هل تعرفها أم لا، فلما سمعت الأم كلام ابنتها عَرَفَتها، فجاءت إليها فقبَّلَتها، فقامت خاتون واعتنقا وتباكيا، وأسلمت الأم.

ولا تُعرف امرأةٌ ولدت ملكين إلَّا هذه، ولدت محمدًا، وسنجر من ملك شاه، وكلاهما ولي السَّلْطنة، [فأما امرأة ولدت خليفتين فولادة بنت العَبَّاس ولدت لعبد الملك بن مروان الوليد وسليمان، وشاهفريد ولدت للوليد بن عبد الملك: يزيد وإبراهيم وليا الخلافة، والخَيزُران ولدت الهادي والرَّشيد، وقد ذكرنا هذا فيما تقدَّم] (٢) ولما جاء خبرُها إلى بغداد جلس السُّلْطان في دار المملكة للعَزَاء، وأربابُ الدَّوْلة، ووزير الخليفة [ابن صَدَقة] (٢) ثلاثة أيام، ووعظ أبو الفتوح أحمد بن محمد الغزالي، وأبو سَعد إسماعيل بن أحمد [الطوسيَّان] (٢)، وجاء توقيع الخليفة في اليوم الثَّالث، فأقام السُّلْطان من العزاء، وخَلَع عليه.

عبد الرزاق بن عبد الله (٣)

ابن علي بن إسحاق الطُّوسي، ابن أخي نظام المُلْك، [كان قد] (٢) تفقَّه على أبي المعالي الجُوَيني وأفتى وناظر، ثم وزر للسُّلطان سنجر، فترك ذلك، واشتغل بالجندية وتدبير المماليك، ومات بنيسابور.


(١) لها ترجمة في "المنتظم": ٩/ ٢٢٨ - ٢٢٩، و"الكامل": ١٥/ ٥٩٣ - ٥٩٤، و"البداية والنهاية" وفيات سنة (٥١٥ هـ).
(٢) ما بين حاصرتين من (م) و (ش).
(٣) له ترجمة في "التحبير": ١/ ٤٤٢ - ٤٤٣، و"المنتظم": ٩/ ٢٢٩، و"الكامل": ١٠/ ٥٩٤، و"الوافي بالوفيات": ١٨/ ٤٠٧، و"طبقات الشافعية" للسبكي: ٧/ ١٦٨، و"طبقات الشافعية" للإسنوي: ٢/ ٤٢٠، و"البداية والنهاية" وفيات سنة (٥١٥ هـ)، و"النجوم الزاهرة": ٥/ ٢٢٢.