للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وكتب: وَرَدَ كتابُ فلان لا زالتْ متلألئةً لياليه، حاليةً معاليه، مهتزَّةً عواليه (١)، فتلَقَّاه كما يتلقَّى الإنسان، صُحُفَ الإحسان الحِسان، لا بل كما يتلقَّى بأناملِ الرَّاح (٢)، كاسات الراح (٣) من أيدي الصِّباح، عند نسماتِ الصَّباح، وهو يأمل من الشِّيَم الحُسْنى، والمكارم التي تُرْوي وتُرْوى أنْ يُنزِلَ هذه الخدمة حين تُقْرا، منزلةَ الضَّيْفِ الذي يستوجب أنْ يُقْرى.

وقال: فلان يعتزي [إلى] (٤) الجناب العزيز، ويَمُتُّ بالإخلاص (٥) المُوْفي على خُلاصة الإبريز.

وقال يمدحُ الوزيرَ نصر الدين (٦): [من البسيط]

طَيْفٌ ألمَّ به وَهْنًا فحَيَّاهُ (٧) … لمَّا حَبَاه بُرؤْياه وَرَيَّاهُ

سَرَى إليه فَسَرَّى الهَمَّ عنه فما … أَبَرَّهُ (٨) عند مَسْرَاه وأَسْراهُ

أَعْجِبْ به كيف وافى غيرَ مُحْتَشِمٍ … ومَنْ هَدَاه وأَهْداهُ وهدَّاهُ

أزورُهُ وَهْوَ مُزْوَرٌّ وأَنْصَحُهُ … ويستريبُ وأَغْشَاه فأَخْشاهُ

يَرْعى القلوبَ ولا يَرْعَى لعاشِقهِ … وَلَوْ أَلَبَّ بمغناه لأَغْناهُ

وعُذَّلي فيه لي لو أَنَّهم نَظَرُوا … كيف زانَ اللَّمى فاه لما فاهوا

وعَيْشِهِ وَهْوَ في شَرع الهوى قَسَمٌ … إنِّي على بُعدِ مَهْواه لأَهْواهُ

وكَمْ تعرَّضَ للقَلْبِ المُعَذَّبِ مِنْ … مُسْتَعْذَبِ الدَّلِّ لولاه لَوَالاهُ


(١) العوالي جمع، مفردها عالية، وهي من الرماح أسنَّتها، "اللسان" (علا).
(٢) الراح جمع، مفردها راحة، وهي الكف، "اللسان" (روح).
(٣) الراح: الخمر، "اللسان" (روح".
(٤) يعتزي، ينتسب، وما بين حاصرتين من "خريدة القصر" قسم شعراء العراق: ج ٤/ مج ٢/ ٦٥٩.
(٥) في (ع) و (ب): ويمت عليَّ بالإخلاص، والمثبت من "الخريدة".
(٦) هو سعد الملك وزير السلطان محمد بن ملكشاه، وقد سلفت ترجمته ص ١٣ من هذا الجزء، وقد صرح باسمه في أحد أبيات القصيدة مما أورده العماد في "الخريدة" فقال:
سعد الملوك استمع مدحًا أتيت به … من خادمٍ لك أنشاه ووشَّاه
(٧) في "الخريدة": فأحياه.
(٨) في "الخريدة": أسره.