للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وفيها تزوَّج مسعود امرأتين إحداهما سفري خاتون بنت دُبَيس بن صَدَقَة، وأمها بنت عميد الدولة بن جَهِير، وكانت في غايةِ الحُسْن؛ جاءت إلى خاتون المستظهرية تشكو ما أصابها وما أُخذ منها، وبلغه حُسْنها، فتزوَّجها. والثانية: ابنة عمه قاروت بك، وكانت في غاية الحُسْنِ أيضًا، وغلَّق البلد أيامًا، فظهرتِ المنكرات.

وفيها جمع الرَّاشد العساكر، وقوي أمره، وقُتِلَ.

وفيها جاء ملك الرُّوم إلى حلب، وخرج إليه الأحداث، فقاتلوه، فرجع، وجاء إلى المَعَرَّة، فنهب وقَتَلَ وأسر، وجاء إلى شَيْزَر، فَنَصَبَ عليها المجانيق، وقاتلها أيامًا، ولم يظفر بطائل، وأقام في أطراف حلب، وجاء زَنْكي وقد رجع ملك الرُّوم، فنازل حِصن المجدل بالبِقاع، ففتحه، وعاد إلى الشَّرْق خوفًا من الفرنج بعد أن جعل طريقه على حِمْص وحماة، فلم يظفر منها بطائل.

وفيها استوحش بزواش من الأمير شهاب الدِّين محمود [صاحب دمشق] (١) فخرج بزواش عن دمشق، وكان شريرًا مُفْسدًا، جاهلًا ظالمًا فاتكًا، فأقام بظاهر البلد أيامًا، ثُمَّ صَلَحَ أمره، وعاد إلى البلد، فما زال شهاب الدِّين يعمل عليه حتى قتله بقلعة دمشق بأيدي الشمسية في شعبان في قُبَّة الورد، فقتلوه، وأخرج ملفوفًا في كِساء إلى القُبَّة التي بالعُقيبة، وتُعرف بقُبَّة بزواش، فدفن فيها.

وخَلَعَ شهابُ الدِّين على الأمير معين الدِّين أُنَر، وفوَّض إليه الأمور، ولقبه أتابك، ورد إليه أمر العساكر، و [رَدَّ أمرَ] (٢) الحِجْبة إلى أسد الدِّين أكز.

وفيها توفي القاضي بهاء الدِّين بن الشَّهْرُزوري بحلب، فحمل إلى مشهد صِفّين، فدفن فيه، وكان صاحِبَ هِمَّةٍ عالية، وعزيمةٍ ماضية. وكانتِ الفرنجُ قد ضايقت حلب، فرحلوا عنها بعد أن أنكى فيهم الأمير سوار وأحداثُ حلب.

وفيها تزوَّج أتابك زَنْكي بأُمِّ شهاب الدِّين محمود؛ وهي الخاتون صفوة الملك زَمُرُّد ابنة الأمير جاولي، وكان قد طلبها في السَّنة الماضية، فامتنع بزواش، وقال: وما


(١) ما بين حاصرتين من (م) و (ش).
(٢) ما بين حاصرتين من "ذيل تاريخ دمشق" لابن القلانسي: ٤١٥.