للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسرعًا، ودَخَلَ قلعة دمشق، فملَّكوه، ولقَّبوه جمال الدِّين، وتولى معين الدِّين أُنَر تدبير الجيوش.

[وقد ذكر القِصَّة أبو يعلى بن القلانسي، فقال: وفي يوم الجمعة الثالث والعشرين من شوَّال هذه السنة ظهرت هذه الحادثة المُدَبَّرة على الأمير شهاب الدِّين محمود بن تاج الملوك بُوري بن أتابك طُغْتِكِين، قتل في فراشه بيد غِلْمانه، وذكر بمعنى ما ذكرنا، ووصول أخيه محمد بن بوري إلى دمشق وجلوسه، قال:] (١) وانتهى الخبر إلى الخاتون صفوة المُلْك؛ والدة الأمير محمود المقتول، فراسلت عمادَ الدين زَنْكي، وهو بالمَوْصِل تعلمه صورةَ الحال، وتحثُّه على النُهوض لطلب الثَّأر -وكانت بحِمْص- فجاء أتابك إلى الشَّام، ونزل على بَعلَبَك يوم الخميس العشرين من ذي الحِجَّة في عسكرٍ كثيف، فنصَبَ عليها أربعةَ عشرة منجنيقًا ترمي ليلًا ونهارًا، فكتبوا إلى دمشق، فلم تأتهم نجدة، فأرسلوا إلى زَنْكي، وسألوه الأمان، فأمَّنهم، وحَلَفَ لهم، فسلَّموها إليه، فدخلها، وغَدَرَ بهم، وكان حَنِقًا على مَنْ قاتله، فأمر بقَتْلهم وصَلْبهم، فاستقبح النَّاسُ ذلك منه، ومقتوه (٢).

أبو بكر بن الصَّائغ الأندلسي (٣)

ويعرف بابن باجَّه (٤)، العالم الفاضل، له تصانيف في الرِّياضيات والمنطق والهندسة، [وذكره (٥) ابنُ بشرون المهدوي في كتابه الموسوم "بالمختار من النَّظْم والنَّثْر لأفاضل أَهْل العَصر"، ووصفه بالتفرُّدِ بالعلوم التي ذكرناها، وأنه] وزَرَ ليحيى بن


(١) ما بين حاصرتين من (م) و (ش).
(٢) انظر "ذيل تاريخ دمشق": ٤٢١ - ٤٢٣.
(٣) له ترجمة في "قلائد العقيان": ٣٠٠ - ٣٠٦، و"الخريدة" قسم شعراء المغرب والأندلس: ٢/ ٣٣٢ - ٣٣٤، و"أخبار الحكماء" للقفطي: ٢٦٥، و"طبقات الأطباء" لابن أبي أصيبعة: ٥١٥ - ٥١٧، و "المغرب في حلى المغرب": ٢/ ١١٩، و "وفيات الأعيان": ٤/ ٤٢٩ - ٤٣١، و"سير أعلام النبلاء": ٢٠/ ٩٣ - ٩٤، و"الوافي بالوفيات": ٢/ ٢٤٠ - ٢٤٢، و"نفح الطيب": ٧/ ١٧ - ٢٥ و ٢٧، و"شذرات الذهب": ٤/ ١٠٣.
(٤) هكذا ضبطها ابنُ خلكان.
(٥) في (ع) و (ح): قال ابن بشرون المهدوي: وزر ليحيى بن يوسف، والمثبت ما بين حاصرتين من (م) و (ش).