للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

دمشق، ونزل بمرج عَذْراء، فأحرق عِدَّة ضياعٍ من المرج والغوطة، منها حَرَسْتا، وبلغه نزول الفرنج بالميدان في جموعهم، فرحل إلى بَعْلَبَك.

وخرج أُنَر في العسكر، وحاصر بانياس، وفتحها في آخر هذه السنة، وسَلَّمها إلى الفرنج، وكان ذلك في صُلْح الفرنج، وأنهم يسلمونها إليهم.

وبَعَثَ زنكي من بَعْلَبَك يستدعي التركمان من أماكنهم، وخرجت السنة على هذا، ولما عاد أُنَر إلى دمشق ما رأى في يوم السبت سابع ذي القَعدة إلا وزَنْكي قد صَبَّحهم جريدة على غِرَّةٍ، وقَرُبَ من السُّور، وعَلِمَ النَّاس، فركبوا الأسوار، وفتحوا الأبواب، وخرجوا إليه، فَرَدُّوه، فنزل تل راهط، وساق من الخيل والغنم والجمال والدَّوابّ ما لا يحصيه إلا الله تعالى، ورحل نحو الشمال.

وحَجَّ بالنَّاس نَظَر.

وفيها توفي

أحمد بن جعفر (١)

ابن الفرج، أبو العَبَّاس، الحربي.

كان من الأَبدال، لم يتكلَّم فيما لا يعنيه، حسن السمت، كثير العبادة، رآه بعضُ أصحابه بعرفات وهو بالحَربية لم يحجَّ في تلك السَّنة.

ودخل عليه بعضُ أصحابه قبل موته بيوم، فقال له: إذا كان غدًا واتَّفق ما يكون -يعني موته- فاخْرُجْ من الحَربية، فإنَّك ترى شيخًا قائمًا عند العقد، فقل له: ماتَ أحمد بن جعفر. فلما مات خَرَجَ الرجل، فإذا بالشيخ قائم، فقال له الشيخ: مات أحمد. قال: نعم. قال: ومشيت خلفه، فغاب عني.

ودُفِنَ بباب حَرب. [سمع أبا عبد الله الحسين بن أحمد النِّعالي وغيره] (٢).


(١) له ترجمة في "المنتظم": ١٠/ ٨٦، و"الوافي بالوفيات": ٦/ ٢٩١.
(٢) ما بين حاصرتين من (م) و (ش).