للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

محمد بن عبد الباقي، أبو بكر الأنصاري (١)

من ولد كعب بن مالك، أحد الثلاثة الذين خُلِّفوا (٢) [ويعرف بقاضي المارَسْتان، ويعرف أبو بكر أيضًا بابن أبي طاهر.

ولد بالنَّصرية غربيِّ بغداد، ونشأ بها، وقال جَدِّي: كُنَّا إذا سألناه عن مولده يقول: أَقْبلوا على شأنكم. ثم أسند هذا اللفظ إلى مالك بن أنس (٣) أنه كان يقول ذلك. وفي روايةٍ: لا ينبغي لأحدٍ أَنْ يُخْبِرَ بمولده، لأَنَّه إنْ كان صغيرًا استحقروه، وإنْ كان كبيرًا استهرموه] (٤).

وكان [الأنصاري] (٥) ينشد: [من الكامل]

احفَظْ لسانَكَ لا تَبُح بثلاثةٍ … سنٍّ ومالٍ ما استطعتَ ومَذهبِ

فعلى الثلاثةِ تُبْتَلى بثلاثةٍ … بمُمَوِّهٍ ومُكَفِّرٍ ومُكَذِّبِ

وقال: مولدي يوم الثّلاثاء عاشر صَفَر سنة اثنتين وأربعين وأربع مئة.

[قال] (٥): وحضر منجِّمان عند ولادتي، فأجمعا على أني أعيش اثنتين وخمسين سنة، وها أنا قد جاوزت التِّسْعين.

وحفظ القرآن وهو ابن سبع سنين، [وأول سماعه الحديث من البَرمكي في سنة خمس وأربعين وأربع مئة حضورًا] (٥) وتفقَّه على [القاضي أبي يعلى] (٥) ابن الفَرَّاء الحَنْبلي، [وشهد عند قاضي القضاة أبي عبد الله الدّامغاني] (٥)، وعَمِرَ حتى ألحق


(١) له ترجمة في "الأنساب": ١٢/ ٩٤، و"تاريخ ابن عساكر" (خ) (س): ١٥/ ٥٨٢ - ٥٨٤، و"المنتظم": ١٠/ ٩٤ - ٩٢، و"معجم البلدان": ٥/ ٢٨٨، و"اللباب": ٣/ ٣١١ - ٣١٢، و"الكامل": ١١/ ٨٠، و"سير أعلام النبلاء": ٢٠/ ٢٣ - ٢٨، وفيه تتمة مصادر ترجمته.
(٢) في (ع) و (ح): أحد الثلاثة الذين خلفوا، كان: إذا سئل عن مولده .. وما بين حاصرتين من (م) و (ش).
(٣) في (م) و (ش): أنس بن مالك، وهو قلب، صوابه مالك بن أنس كما في "المنتظم".
(٤) بعد هذه العبارة في (م) و (ش): وكان الشافعي إذا سئل عن مولده يقول للسائل: أقبل على شأنك. قلت: وهذه العبارة ليس موضعها هنا بعد أن اختصر إسناد هذه الحكاية، إذ إن الشافعي يرويها مسلسلة عن مالك بن أنس، انظر "المنتظم": ١٠/ ٩٢.
(٥) ما بين حاصرتين من (م) و (ش).