للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

قلت. ولما ذكرت في هذا الإقليم جزيرَةَ العرب، ذكرتُ حدودها، وقد اختلفوا فيها:

فقال الجوهري: وأما جزيرة العرب هي ما بين حَفْر أبي موسى الأشعري إلى أقصى اليمن طولًا، وفي العرض ما بين رمل يَبْرِينَ إلى منقطع السَّماوة (١).

وقال الأصمعي: هي ما بين نَجْران والعُذَيب، يعني نجران اليمن، قال: وإنما سميت جزيرة العرب لإحاطةِ البحرِ بها من كلِّ مكان، فجعل حدَّها من المغرب بحر القُلْزُم، ومن المشرق الفرات لأنَّها تمر على أرض الكوفة، وتصبُّ في البحر.

قلت: وجزيرة العرب هي أرض العرب وهي عُشْريَّة، وقد حدَّها أصحابنا فقالوا: هي ما بين العُذَيبِ إلى أقصى حُجْر باليمن، ومَهْرَة إلى حدِّ الشآم.

الإقليم الثاني: وهو إقليم الحجاز، يبتدئ من المشرق فيمر على بلاد الصين، ثم يمرُّ على بلاد الهند، ثم على السِّند وفيه مدينة الكافور، ويقال لها: الفنصورة، ثم على الدَّيبُل، ثم على البحر الأخضر، ويقطع جزيرة العرب في أرض نجد وتهامَة، وفيه اليمامة والبحرين وهَجَرُ والمدينة ومكة والطائف وجُدَّة، ثم يقطع بحر القُلْزُم ويمر بصعيد مصر، فيقطع النيل ويمر على أُسْوَان وإخْمِيم، ثم يمتد في أرض المغرب على وسط بلاد أفريقية، ثم يمر على بلاد البربر، وينتهي إلى البحر المحيط.

وقال الجوهري: الحجاز بلاد، وسميت بذلك لأنها حجزت بين نجد والغور (٢).

وروي عن الأصمعي أنه قال: إنما سمي الحجاز لأنه احتُجز بالحِرار الخمس: حَرَّة بني سُلَيم، وحَرَّة واقمٍ، ولم يذكر الباقيات (٣).

وقال الجوهري: النجدُ ما ارتفعَ من الأرض، وقال: نجد من بلاد العرب، وهو خلاف الغور، والغور هو تهامة، وكل ما ارتفع من تهامة إلى أرض العراق فهو نجد (٤).


(١) "الصحاح": (جزر).
(٢) "الصحاح": (حجز).
(٣) وباقي الحرَّات الخمس: حرة شَوْران، وحرة ليلى، وحرة النار. "معجم البلدان" ٢/ ٢١٩.
(٤) "الصحاح": (نجد).