للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

أترى صاحب الشريـ … ـــــعة (١) قد جُنَّ أو عمي

وأرى المقتفي الإما … مَ عنِ الحق قد عمي (٢)

وبلغ الخليفة، فعزَّ عليه، ولم يدر من كتبها. واستطال ابن المرَخِّم على الناس.

وهبة الله بن الفَضْل نذكره في سنة ستٍّ وخمسين وخمس مئة].

وفي رجب دَخَلَ السُّلْطان مسعود بغداد، وولَّى شحنكية البلد مسعود البلالي، وكان ظالمًا عسوفًا، فوقع النَّاسُ في محنة عظيمة من عَسْف الوالي وقضاء القاضي [ابن المُرَخِّم] (٣).

وفيها قُتِل [أتابك] (٣) زَنْكي [على قلعة جَعْبر.

وفيها] (٣) ماتت بنت الخليفة.

ولما دخل مسعود بغداد عَمِلَ دارَ الضَّرْب، فَصَعُبَ على الخليفة، وقَبَضَ على الضَّرَّاب الذي كان سببَ ذلك، فبعث الشِّحْنة فقبض على حاجب الباب، وقال: لا أُطلقه حتى يطلق الضَّراب، وكان يوم الجمعة، فبعث المقتفي فأغلق أبواب الجوامع، وبطَّل الجميع، وأغلق أبواب المساجد ثلاثة أيام، ومَنَعَ القُضاة من الأحكام، فأطلق حاجبَ الباب، وكان ابنَ الصَّاحب.

وفيها استصلح مسعود عباسًا صاحب الري، ثم قتله.

وفيها بَطَلَتِ المكوس والضَّرائب ببغداد؛ وسببه أنَّ ابن العَبَّادي (٤) جَلَسَ بجامع السُّلْطان، وحضر السُّلْطان عنده، فوعظه، وذكَرَ ما يجري على المُسْلمين من الظُلْم، ثم قال: يا سلطان، أنت تَهَبُ في ليلةٍ لمطرب مثل هذا المأخوذ من النَّاس، فاحْسبني ذاك المطرب، واجعلْ ذلك شكرًا لما أنعم الله عليك. فأشار بيده: قد فعلت. فارتفعت


(١) في (ش): الحكم.
(٢) الأبيات في "المنتظم": ١٠/ ٢٠٧ ما عدا البيت الأخير.
(٣) ما بين حاصرتين من (م) و (ش).
(٤) ستأتي ترجمته ص ٤٢٨ من هذا الجزء.