للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ذِكْرُ ما تجدَّد [منَ الحوادث] (١) بعد مقتله: [منها أنه] (١) كان معه أولاده الثَّلاثة؛ سيف الدِّين غازي، ونور الدِّين محمود، وقُطْب الدِّين مودود، وكان له ولدٌ آخر اسمه أمير أميران نُصرة الدِّين انقرض عقبه، ونور الدِّين كان له إسماعيل، مات وانقرض عقبه [بعده] (١)، والعقب لمودود، فسار غازي إلى المَوْصل وبها زين الدين [علي] (١) كوجك، فامتنع عليه أيامًا حتى تقرَّرَتِ الأمور، ثُمَّ دخل الموصل، [(٢) وهذا هو المشهور.

ورأيت في بعض تواريخ المَوْصِل أنَّ سيفَ الدين غازي لم يكن مع أبيه لما قُتِلَ، وكان بشَهْرُزور، كان أبوه قد أعطاه إياها]، فأرسل إليه زينُ الدِّين [علي] (١)، وكان زنكي قد عَهِدَ إليه أَنَّ المَوْصِل لغازي، فلما جاء استحلفه على أشياء، ثم دخلها.

وأما نور الدين [محمود] (١)، فإنَّ صلاح الدين الياغبساني وسيف الدولة سوار أخذاه، ومضيا به إلى حلب، فدخلها.

وكان ألب أرسلان بن السُّلْطان محمود في (٣) عسكر زَنْكي لما قُتِل، فركب، وأحدقتْ به العساكر، وكان الوزيرُ جمال الدين حاضرًا، فأرسل إلى الحاجب صلاح الدِّين الياغبساني -وكان بينهما منافسة- يقول: المصلحة أَنْ نترك ما بيننا وراء ظهورنا، وندبِّر أمرًا نُبقي المُلْك في يد ولد صاحبنا، ونعمر بيته جزاء إحسانه إلينا، ولا ننقله إلى الأعاجم، فنهلك بعد أن نذوق الذُّلَّ والهوان، وألب رسلان قد طَمِعَ في البلاد، واجتمعتْ إليه العساكر، وإن لم نتلافَ الأمر من أوله وإلَّا اتَّسع الخَرْقُ، ولا يمكن رقعه. فأجابه، وتحالفا، وركبا إلى ألب رسلان وقالا: إنَّ أتابك كان نائبًا عنك، وأنت السُّلْطان، وباسمك كُنَّا نُطيعه. وخدعاه، وبعثا إلى زين الدِّين كوجك فَعَرَّفاه، ثم قال الوزير للملك: المصلحة أن تُسَيِّرَ الصَّلاح إلى حلب يكون عند نور الدين، وأبقى أنا عندك. فأجابه، وأخذ الوزيرُ الملك وسار به نحو الرقة، فاشتغل باللهو واللَّعِب


(١) ما بين حاصرتين من (م) و (ش).
(٢) في (ع) و (ح): ثم دخل الموصل، وفي بعض التواريخ أن سيف الدين كان بشهرزور، فأرسل إليه زين الدين .. وما بين حاصرتين من (م) و (ش).
(٣) في (ع) و (ح): وكان في عسكر زنكي، بزيادة لفظ "وكان"، ولعلها زيادة من الناسخ.