للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وقال: [من الوافر]

أَيُحْيي الدَّهْرُ منِّي ما أماتا … ويُرْجِعُ مِنْ شبابي ما أفاتا

وما بَلَغَ الفتى الخمسينَ إلا … ذوي غُصنُ الصَّبا منه فماتا

بكيتُ على الفُرَات غداةَ شَطُّوا … وظنَّ النَّاسُ مِنْ دمعي الفُراتا

أُسائِلُ عن جُفوني كيفَ أضحتْ … وعن قَلْبي المُعَنَّى كيفَ باتا

أما لو عادَني لأَعادَ رُوحي … وأَحْيا أَعْظُمي الرِّقمَ الرُّفاتا (١)

وقال يمدح يحيى بن تميم بن باديس: [من السريع]

صبٌّ براه السُّقْم بَرْيَ القِداحْ … يَوَدُّ لو ذاق الرَّدى فاسْتَراحْ

لم يَرِمِ الوَجْدُ حشاه ولا … خَلَتْ له جارحةٌ من جِراحْ

له إذا آنسَ بَرْقَ الحِمى … جوانحُ تَخْفُقُ خَفْقَ الجَنَاحْ

وإنْ شَدَتْ وَرْقاءُ في أيكةٍ … عاوَدَه ذِكْر حبيبٍ فَنَاحْ

أصبحتُ في حَلْبة أهلِ الهوى … يَرْكُضُ بي طِرْفٌ (٢) شديدُ الجِماحْ

وفي سبيلِ الحُبِّ لي مهجةٌ … كان لها صَبْرٌ جميلٌ وطاحْ

يا بنَ الملوكِ الصِّيدِ من حِمْيَرٍ … ووارثِ المَجْدِ القديم الصُّراحْ

لِيَهْنكَ الجَدُّ الذي نِلْتَهُ … بالجدِّ من أَمْرِك لا بالمُزاحْ

مَزَجْتَ بالبأسِ النَّدى والتُّقى … مِلْحٌ أُجاجٌ وزُلال قَرَاحْ

كم مَنْهَلٍ مُطَّرِدٍ بالرَّدى … في موقف مُشْتَجِرٍ بالرِّماحْ

أَوْرَدْتَه كلّ سليمِ الشَّظى … مُنَعَّلَةٌ أَرْبَعُهُ بالرِّياحْ

كأنَّما سُرْبِلَ جُنْح الدُّجى … وبُرْقِعَتْ غُرَّتُه بالصَّباح (٣)

وقال في الشمعة: [من الطويل]

وناحلةٍ صفراءَ لم تَدْرِ ما الهوى … فتبكي لِهَجْرٍ أو لطول بِعادِ

حكتني نُحولًا واصفرارًا وحُرْقَةً … وفيضَ دموعٍ واتِّصال سُهادِ (٤)


(١) "الخريدة": ١/ ١٩٨.
(٢) الطِّرْف، بالكسر -من الخيل: الكريم والعتيق. "اللسان" (طرف).
(٣) "الخريدة": ١/ ٢٠٨ - ٢٠٩.
(٤) "الخريدة": ١/ ٢١٣.