للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وما شَعَراتُ الشَّيْبِ إلا نوابلٌ … لها في سُوَيداء الفُؤاد سِهامُ

وبينَ قِبابِ الحيِّ من آل عامرٍ … شموسُ ضُحًى أفلاكُهُنَّ خيامُ

لهنَّ شروقٌ في حَشَاها ومَغْرِبٌ … ومنها إليها رِحْلةٌ ومُقامُ

عطاء الخادم، والي بَعْلَبَكَّ، مملوك بُوري (١)

كان مجير الدِّين أحضره من بَعْلَبَك بنفسه، وفوَّض إليه أمور دمشق، فاستبدَّ بالأمور، ومَدَّ يده إلى الظُّلْم، وأَطْلق لسانه بالهُجْر والفُحْش، فقبضَ عليه مجيرُ الدِّين، واستولى على ما في داره، وطالبه بتسليم بَعْلبك، وضَرَبَ عُنُقَه في ذي الحِجَّة، وسُرَّ النَّاسُ بقَتْله لظُلْمه، ونهبوا بيوتَ أصحابه. ويقال: إنَّ نور الذين أشار على مجير الدِّين بقتله ليتمكَّنَ منه.

[فصل (٢): وفيها توفي

بُرْهان الدِّين البَلْخي الزَّاهد (٣)

واسمه علي بن محمد (٤)، وكنيته أبو الحسن الحنفي. ذكره الحافظ ابن عساكر، وقال: تفقَّه بما وراء النَّهر على البُرْهان بن مازه ببخارى، وعلى جماعة من الأئمة، وسمع الحديث بما وراء النهر وبغداد ومكة، وقدم دمشق في سنة بضع عشرة وخمس مئة، فنزل المدرسة الصادرية بباب البريد، ومدرِّسها يومئذ علي بن مكي (٥) الكاساني، فَعُقِدَ له مجلس المناظرة،


(١) أخباره في "ذيل تاريخ دمشق" لابن القلانسي: ٥٠٢ - ٥٠٣، و"الباهر": ١٠٧، و "الكامل": ١١/ ١٩٧ - ١٩٨، و"كتاب الروضتين": ١/ ٢٩١، ٣٠٣، ٣٠٤.
(٢) في (ع) (ح): علي بن محمد أبو الحسن، برهان الدين البلخي، الزاهد الحنفي، قدم دمشق، وجلس للوعظ، ولم يكن له فيه يد، بل كان عنده صدق، فوقع له القبول في قلوب الناس، فحسد، فعزفت نفسه عن المقام .. والمثبت ما بين حاصرتين من (م) و (ش).
(٣) له ترجمة في "ذيل تاريخ دمشق": ٤٩٩ - ٥٠٠، و"تاريخ ابن عساكر": (خ) (س): ١٢/ ٢٠، و"كتاب الروضتين": ١/ ٢٩٢ - ٢٩٣، و"العبر" للذهبي: ٤/ ١٣١، و"سير أعلام النبلاء": ٢٠/ ٢٧٦، و"الجواهر المضية": ٢/ ٥٦٠ - ٥٦٢، وفيهما تتمة مصادر ترجمته.
(٤) هكذا سماه سبط ابن الجوزي، والذي في مصادر ترجمته: علي بن الحسن بن محمد.
(٥) في (م) و (ش) أبو علي، والمثبت من "تاريخ ابن عساكر".