للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وإياكُمُ وسميَّ النَّبي … يوسف ابن الحجا والجمال

فذاك يُقَطِّعُ أيدي النساء … وهذا يقطِّعُ أيدي الرِّجال

وفيها توفي أمير أميران بن زَنْكي أخو نور الدِّين [محمود] (١)، أصابه سَهْمٌ على بانياس في عينه، فقتله (٢).

وقد ذكرنا أن نورَ الدِّين لما مَرِضَ، كاتبَ أمير أميران الأُمراء، فلما بَرِئَ نور الدين سار إليه، وأخذ حَرَّان منه، وطَرَده، فمضى إلى صاحب الرُّوم (٣)، وجَيَّش الجيوش في سنة تسعٍ وخمسين، وانضمَّ إليه خَلْقٌ كثير، وكان نور الدين نازلًا على رأس الماء، فالتقوا، فكُسِرَ نور الدين، وقُتِلَ أخو مجد الدِّين ابن الدَّاية، ونُهِبَ عسكر نور الدين، ورجع [أمير أميران إلى صاحب] (٤) حِصن كيفا مستجيرًا به. فقيل: إنه مات عنده، ويقال: إنه شَفَعَ فيه إلى نور الدين، فَقَبِلَ شفاعته، وماتَ بدمشق.

حَسَّان بن تميم بن نَصْر (٥)

أبو النَّدى الدِّمَشْقي، [ويعرف بالصَّيرفي] (١).

سمع الحديث وحَجَّ، وتوفي في رجب، ودفن بمقبرة باب الفراديس، [سمع الفقيه نَصرًا الصيرفي وغيره] (١)، وكتب عنه [الحافظ] (١) ابن عساكر لعبد الملك بن جمهور القُرْطُبي [هذه الأبيات] (١): [من البسيط]

الموت يقبضُ ما أطلقتُ من أملي … لو صَحَّ عقلي طلبتُ الفوزَ في مَهَلِ

ما ينقضي أملٌ إلَّا أتى أملٌ … فالدَّهْرُ في ذا وذا لم أَخْلُ من شُغُلِ


(١) ما بين حاصرتين من (م) و (ش).
(٢) هكذا قال السبط، وتابعه على ذلك الذهبي في "العبر": ٤/ ١٦٩، وقد ذكر ابن أبي طي والعماد الكاتب أنه أخذ رهينة أثناء حصار حلب سنة (٥٧١ هـ)، انظر "الروضتين": ٢/ ٤١٣ - ٤١٤.
(٣) كذا قال، وقد أورد أبو شامة في "الروضتين": ٢/ ٩١ - ٩٢ نقلًا عن ابن أبي طي أن نصرة الدين أمير أميران كان مع الفرنج على أرتاح، وأنه انضم إلى أخيه نور الدين في بدء المعركة.
(٤) في (ع) و (ح): ورجع إلى حصن كيفا، والمثبت ما بين حاصرتين من (م) و (ش).
(٥) له ترجمة في "تاريخ ابن عساكر" (خ) (س): ٤/ ٣٥٣ - ٣٥٤ - والأبيات فيه - و"النجوم الزاهرة": ٥/ ٣٦٧.