للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وقال بعضهم: «هو ترك الشكوى من ألم البلوى لغير الله إلا إلى الله».

الخلَقُ للخَالق والشُّكْرُ ... للمُنعم والتسليمُ للقَادر

وخالصُ البرِّ ومَحْضُ التُّقَى ... والورعُ الصادقُ للصَّابر

أخي في الله: هو (الصبر) ودرجاته العاليات! لا ينالها إلا المخلصون .. الصادقون .. فلا بد لك أخي من معرفة درجاته وأقسامه.

فقد قيل: «الصبر باعتبار متعلقه ثلاثة أقسام: صبر على الأوامر والطاعات حتى يؤديها، وصبر عن المناهي والمخالفات حتى لا يقع فيها، وصبر على الأقدار والأقضية حتى لا يتسخطها» [الإمام ابن القيم]. أخي: ومما يهمك وأنت تتضوع نفحات الصبر، أن تعلم أن الصبر ينقسم إلى قسمين:

(١) إختياري (٢) واضطراري. فالصبر الاختياري –أخي- أفضل من الصبر الاضطراري. فالصبر الاختياري هو: المتعلق بالتكليف وهو الأمر والنهي والاضطراري: هو الصبر على القدر .. والصبر الاضطراري يأتي به البر والفاجر. فأما الصبر على الأوامر والنواهي والصبر عن المعصية والصبر على الطاعة، فهو صبر أتباع الرسل عليهم الصلاة والسلام وأعظمهم اتباعًا أصبرهم في ذلك. والصبر الاضطراري مع عظم جزائه فهو أقل رتبة من الصبر عن المعصية» [الإمام ابن القيم/ بتصرف].

ثم أخي أعانني الله وإياك على الصبر والمصابرة، ومما أتحفك به في هذه الومضات؛ لابد أن تعلم أخي إن الصبر أيضًا ينقسم إلى قسمين آخرين وهما:

<<  <   >  >>