للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وعن أوسط بن إسماعيل البجلى قال: خطبنا أبوبكر رضي الله عنه فقال قام رسول الله صلى الله عليه وسلم مقامي هذا عام الأول وبكى أبو بكر فقال أبو بكر سلوا الله المعافاة أو قال العافية فلم يؤت أحد قط بعد اليقين أفضل من العافية أو المعافاة عليكم بالصدق فإنه مع البر وهما في الجنة وإياكم والكذب فإنه مع الفجور وهما في النار ولا تحاسدوا ولا تباغضوا ولا تقاطعوا ولا تدابروا وكونوا أخوانا كما أمركم الله تعالى. (١)

وعن الزبير بن العوام رضي الله عنه حدثه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: دب إليكم داء الأمم قبلكم الحسد والبغضاء والبغضاء هى الحالقة لا أقول تحلق الشعر ولكن تحلق الدين والذي نفسى بيده أو والذى نفس محمد بيده لا تدخلوا الجنة حتى تؤمنوا ولا تؤمنوا حتى تحابوا أفلا أنبئكم بما يثبت ذلك لكم أفشوا السلام بينكم. (٢)

قال ابن القيم رحمه الله: أصول الخطايا كلها ثلاثة:


(١) حسن: أخرجه أحمد (٥ - ١٨ - ٣٥) وابن ماجه (٣٨٤٩) من طريق شعبة عن يزيد بن خمير عن سليم بن عامر عن أوسط .. ورجاله ثقات.
(٢) حسن لغيره: أخرجه أحمد فى المسند (١٤١٥) من طريق هشام بن حسان وأبى معاوية شيبان كلاهما عن يحيى بن أبي كثير عن يعيش بن الوليد بن هشام عن الزبير بن العوام .. وهومنقطع بين يعيش والزبير رضى الله عنه فلم يسمع منه. ووصله الترمذى (٢٥١٠) وأحمد (١٤٣٣) من طريق حرب بن شداد عن يحيى بن أبي كثير أن يعيش بن الوليد حدثه أن مولى لآل الزبير حدثه أن الزبير بن العوام .. وهو ضعيف أيضا فمولى آل الزبير مجهول. وله علة أخرى نبه عليها الترمذى رحمه الله فقال: هذا حديث قد اختلفوا في روايته عن يحيى بن أبي كثير فروى بعضهم عن يحيى بن أبي كثير عن يعيش بن الوليد عن مولى الزبير عن النبي صلى الله عليه وسلم ولم يذكروا فيه عن الزبير. اهـ وله شاهد عند الترمذى (٢٥٠٨) من طريق عبد الله بن جعفر المخرمي هو من ولد المسور بن مخرمة عن عثمان بن محمد الأخنسي عن سعيد المقبري عن أبي هريرة مرفوعا .. وعثمان صدوق يهم وقال ابن حبان: يعتبر حديثه من غير رواية المخرمى عنه. اهـ قلت وقد غمزه الترمذى أيضا فقال: هذا حديث صحيح غريب من هذا الوجه اهـ وهذه الطرق الثلاث تنجبر إن شاء الله لخلوها من متهم. وعزاه المنذرى فى الترغيب للبزار بإسناد جيد والبيهقي وغيرهما وحسنه الالبانى فى صحيح سنن الترمذى (٢٠٣٨) وزعم بعض المنحرفين عن الشيخ أنه تناقض وضعفه فى ضعيف الجامع وزيادته (٢٩٥٧) فرجعت للجامع الصغيرفإذا بالشيخ قد حسنه وأحال على صحيح السنن! !

<<  <   >  >>