للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

فى سفرة سافروها حتى نزلوا على حي من أحياء العرب فاستضافوهم فأبوا أن يضيفوهم فلدغ سيد ذلك الحى فسعوا له بكل شئ لا ينفعه شئ، فقال بعضهم لو أتيتم هؤلاء الرهط الذين نزلوا لعله أن يكون عند بعضهم شئ فأتوهم فقالوا يا أيها الرهط إن سيدنا لدغ وسعينا له بكل شئ لا ينفعه فهل عند أحد منكم من شئ، فقال بعضهم نعم والله إني لأرقي ولكن والله لقد استضفناكم فلم تضيفونا فما أنا براق لكم حتى تجعلوا لنا جعلا فصالحوهم على قطيع من الغنم فانطلق يتفل عليه ويقرأ {الحمد لله رب العالمين} فكأنما نشط من عقال فانطلق يمشي وما به قلبة قال: فأوفوهم جعلهم الذي صالحوهم عليه، فقال بعضهم اقسموا، فقال الذى رقى لا تفعلوا حتى نأتي النبي صلى الله عليه وسلم فنذكر له الذي كان فننظر ما يأمرنا فقدموا على رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكروا له، فقال وما يدريك أنها رقية، ثم قال قد أصبتم اقسموا واضربوا لى معكم سهما فضحك رسول الله صلى الله عليه وسلم متفق عليه واللفظ للبخارى وعَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ سُلَيْمَانَ بْنِ أَبِي حَثُمَّةَ، أَنَّ الشِّفَاءَ ابْنَةَ عَبْدِ اللهِ وهى جدته قَالَتْ: دَخَلَ عَلَيْنَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَأَنَا قَاعِدَةٌ عِنْدَ حَفْصَةَ بِنْتِ عُمَرَ فَقَالَ: مَا يَمْنَعُكِ أَنْ تُعَلِّمِي هَذِهِ رُقْيَةَ النَّمْلَةِ كَمَا عَلَّمْتِيهَا الْكِتَابَةَ. (١)


(١) صحيح لغيره: أخرجه أبوداود (٣٨٨٧) وأحمد (٢٦٥٥٥) والنسائى فى الكبرى وابن أبى شيبة من طرق عن عَبْد الْعَزِيزِ بْن عُمَرَ قَالَ حَدَّثَنِي صَالِحُ بْنُ كَيْسَانَ عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ سُلَيْمَانَ ... وهذا سند جيد فى الشواهد فعَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عُمَرَ صدوق يخطئ من رجال الشيخين ذكره ابن حبان فى " الثقات " وقال: يخطئ، يعتبر حديثه إذا كان دونه ثقات وحكى الخطابى عن أحمد بن حنبل، قال: ليس هو من أهل الحفظ والإتقان. اهـ لكن أخرج ابن أبى شيبة عن ابْن عُلَيَّةَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ، عَنْ أَبِى بَكْرِ بْنِ سُلَيْمَانَ بْنِ أَبِى حَثُمَّةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم، قَالَ لِحُرَّةِ: الشِّفَاءِ بِنْتِ عَبْدِ اللهِ: عَلِّمِى حَفْصَةَ رُقْيَتَكِ، قَالَ أَبُو بِشْر يَعْنِي إسْمَاعِيلَ ابْنَ عُلَيَّةَ: فَقُلْتُ لِمُحَمَّدٍ: مَا رُقْيَتُهَا؟ قَالَ: رُقْيَةُ النَّمْلَةِ. وهذا سند صحيح ظاهره الإرسال فأبو بكر لم يشهد القصة لكنه محمول على سماعها من جدته.
ثم أخرج ابن أبى شيبة أيضا عن يَحْيَى بْن آدَمَ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عَامِرٍ، عَنْ يُوسُفَ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ الْحَارِثِ، عَنْ أَنَسٍ، قَالَ: رَخَّصَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم فِى الرُّقْيَةِ مِنْ النَّمْلَةِ .. كذا وقع فى الأصل ولعل الصواب سفيان عن عاصم عن يوسف وعاصم هو الأحول وهذا سند صحيح على شرط مسلم ولا أدرى من هو سفيان إما الثورى وإما ابن عيينة وكلاهما حافظ.

<<  <   >  >>