للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

قلت: دعنا مما استحبه الشيخ ثم شأننا بما فى الأية أن نقول: ما شاء الله لا قوة إلا بالله.

[* أن يستعيذ بالله من الحسد وشر الحساد.]

فيقول: أعوذ بالله من الحسد أو أعوذ بالله من العين وإنما قلت هذا لأن الصحابة كانوا يقولون أقرب صيغة للأستعاذة فإذا قال النبى صلى الله عليه وسلم استعيذوا بالله من عذاب القبر قالوا نعوذ بالله من عذاب القبر فما كانوا يضخمون الألفاظ والعبارات ولا يأتون بالسجع المتكلف وكانوا أبعد الناس عن التكلف شغلهم عنه الإخلاص نسأل الله الإخلاص والسلامة والإستعاذة من العين وردت فى حديث مرفوع

ولو قال أعوذ برب الفلق أو قرأ السورة لوسعه ذلك وأتى بالأمر , قال الله تعالى {قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ مِنْ شَرِّ مَا خَلَقَ وَمِنْ شَرِّ غَاسِقٍ إِذَا وَقَبَ وَمِنْ شَرِّ النَّفَّاثَاتِ فِي الْعُقَدِ وَمِنْ شَرِّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ} سورة الفلق (١ - ٥)

قال ابن القيم رحمه الله: فلما كان الحاسد أعم من العائن، كانت الاستعاذة منه استعاذة من العائن، وهي - أي العين - سهام تخرج من نفس الحاسد والعائن نحو المحسود والمعين تصيبه تارة وتخطئه تارة، فإن صادفته مكشوفا لا وقاية عليه، أثرت فيه ولا بد، وإن صادفته حذرا شاكي السلاح لا منفذ فيه للسهام، لم تؤثر فيه، وربما ردت السهام على صاحبها. انتهى من زاد المعاد وقوله: وربما ردت السهام على صاحبها. لا دليل عليه فتنبه أن ابن القيم رحمه الله وغيره من أهل العلم يصيبون ويخطئون ويعلمون ويجهلون وليس أحد منهم بمعصوم رحمنا الله وإياهم وألحقنا بهم.

وقال النسفى رحمه الله: فإن الاستعاذة من شر هذه الأشياء، بعد الاستعاذة من شر ما خلق إشعار بأن شرّ هؤلاء أشدّ وختم بالحسد ليعلم أنه شرّها. (١)

قال الشيخ عطية محمد سالم رحمه الله: أمر الله تعالى عباده بالاستعاذة من شر ما خلق عموما ثم من شر غاسق إذا وقب، ومن شر النفاثات فى العقد ومن شر حاسد إذا


(١) تفسير النسفى (٤/ ٤٣٠)

<<  <   >  >>