للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

آدابُ الدُّعاء:

كما أنَّ للدعاء شروطاً فكذلك له آداب يحسن توافرها كي يكون الدعاء على الوجه المطلوب، فيرجى قبوله.

قال الطرطوشي (١): "اعلموا- أرشدكم الله- أنَّ للدعاء آداباً مشروعة وشروطاً مفروضة؛ فمن وفَّى وفِّي له، ومَن لزم تلك السِّيرة على شروط الأدب أو شَكَّ نيل ما سأل، ومَن أخلَّ بالآداب استحقَّ ثلاثة خلال: المقت والبعد والحرمان" (٢):

١ - الثَّناء على الله قبل الدُّعاء والصَّلاة على النبي - صلى الله عليه وسلم -: فعن فضالة بن عبيد قال: بينما رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قاعد إذ دخل رجل فصلى فقال: اللهم اغفر لي، وارحمني. فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «عجلت أيها المصلي، إذا صليت فقعدت فاحمد الله بما هو أهله، وصل علي ثم ادعه». ثمَّ صلَّى رجلٌ آخر بعد ذلك، فحمد الله، وصلَّى على النبي - صلى الله عليه وسلم -، فقال له النبي - صلى الله عليه وسلم -: «أيها المصلي ادع تجب» (٣). وقال - صلى الله عليه وسلم -: «كل دعاء محجوب، حتى يصلى على النبي» (٤). وهكذا دعاء ذي النون عليه السَّلام قال فيه النبي - صلى الله عليه وسلم -: «دعوة أخي ذي النون ما


(١) هو أبو بكر محمد بن الوليد بن خلف الطرطوشي المشهور بابن أبي نوقة ولد سنة ٤٥٠هـ في مدينة طرطوشة وإليها ينسب. حدث عن أبي الوليد الباجي وأبي بكر الشاشي ومحمد التميمي الحنبلي وحدث عنه أبو علي الصفدي وابن العربي والمهدي بن تومرت كان عالما فاضلا زاهدا قويا في الحق من مصنفاته: سراج الملوك، الحوادث والبدع، الدعاء المأثور، توفي سنة ٥٢٠ ينظر في ترجمة الأعلام ٧/ ١٣٣.
(٢) الدعاء المأثور ص٤٤.
(٣) رواه الترمذي في باب (أيها المصلي، ادع تجب) (٥/ ٥١٦) برقم (٣٤٧٦) وقال أبو عيسى حديث حسن.
(٤) أخرجه الطبراني في الأوسط (١/ ٢٢٠)، والبيهقي في شعب الإيمان (٢/ ٢١٦)، وقال الهيثمي (١٠/ ١٦٠) رجاله ثقات موقوفا على علي.

<<  <   >  >>