للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

بحقِّه، فقمت وتركتُ المائة دينار؛ فإن كنت تعلم أنِّي فعلت ذلك من خشيتك ففرِّج عنَّا. ففرَّجَ اللهُ عنهم فخرجوا» (١).

٨ - الأمر بالمعروف والنَّهي عن المنكر: فهذا من أعظم أسباب إجابة الدُّعاء؛ لأنَّه من أعظم الأعمال الصَّالحة، ولأنَّ تَرْكَه موجبٌ لردِّ الدُّعاء وعدم الإجابة؛ فعن حذيفة بن اليمان- رضي الله عنه- عن النَّبيِّ - صلى الله عليه وسلم - قال: «والذي نفسي بيده لَتَأَمُرُنَّ بالمعروف وَلَتَنْهَوُنَّ عن المنكر، أو ليوشكنَّ اللهُ أن يبعثَ عليكم عقاباًً منه، فتدعونه فلا يُسْتَجاب لكم» (٢).

وجاء في الحديث عن أبي هريرة- رضي الله عنه- عن النَّبيِّ - صلى الله عليه وسلم - أنَّه قال: «لتأمرنَّ بالمعروف ولَتَنْهَوُنَّ عن المنكر، أو ليُسَلِّطَنَّ الله عليكم شرارَكم فيدعو خيارُكم، فلا يُستجابُ لهم» (٣).

٩ - العمل الصالح: فهو سبب لرفع الدُّعاء وتَقَبُّله؛ فالدُّعاءُ من الكلم الطَّيِّب، والكلمُ الطَّيِّبُ يَصعد إلى الله، ويحتاج إلى عمل صالح يرفعه؛ قال تعالى: {إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ}. [فاطر: ١٠].

قال وهب بن منبه (٤) - رحمه الله: (مثل الذي يدعو بغير عمل كمثل الذي يرمي بغير


(١) رواه البخاري (٣٤٦٥) أحاديث الأنبياء، باب حديث الغار، ومسلم (٢٧٤٣) الذكر والدعاء باب قصة أصحاب الغار.
(٢) رواه الترمذي –كتاب الفتن- باب ما جاء في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر رقم (٢١٦٩) وقال هذا حديث حسن. وأخرجه أحمد برقم (٢٣٣٤٩) والبغوي في شرح السنة وقال إسناده حسن (٧/ ٢٧٦).
(٣) رواه البزار في مسنده (١/ ١٣٥) وفيه حبان بن علي وهو متروك وقد وثقه ابن معين في رواية وضعفه في غيرها، المجمع (٧/ ٢٦٦).
(٤) وهب بن منبه بن كامل بن سحار من أبناء فارس كنيته أبو عبد الله، كان ينزل ذمار على مرحلتين من صنعاء، لقي الصحابة وشافههم، وكان صاحب عبادة وصلاة، وكان شديد العناية بكتب الأولين وأخبار الأمم وقصصهم؛ بحيث أنّه كان يشبه بكعب الأحبار في زمانه، مات في المحرَّم سنة ١١٣، وقيل ١١٤هـ، العبر في خبر من غبر (١/ ٢٦).

<<  <   >  >>