للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وهل أهلك أهل الهوى إلاَّ تهاونهم بشرور أنفسهم؟ !

فما أقلَّ فلاحك يا ابن آدم إذا أطلقت زمامك لنفسك تقودك حيث شاءت!

أيها العاقل! أي سلاح هيأته لجهاد النفس؟ !

فلا تقولن: إنها نفسي .. فما أحوجك إلى عُدَّة وعتاد؛ لتخرج منتصرًا من معركة حامية!

حقًا إنها معركة حامية! فإنك تواجه فيها عدوًا كامنًا بين جنبيك!

قال إبراهيم بن علقمة لقوم جاؤوا من الغزو: (قد جئتم من الجهاد الأصغر، فما فعلتم في الجهاد الأكبر؟ ! قالوا: وما الجهاد الأكبر؟ ! قال: جهاد القلب! ).

قال ابن رجب: (وكذلك جهاد العدو الباطن، وهو جهاد النفس والهوى، فإن جهادهما من أعظم الجهاد).

أخي المسلم: إنها النَّفسّ أفنى الصالحون العمر في مجاهدتها وتهذيبها .. ولن تجد في الأعمال أشق من جهادها!

فلا غرابة أن يكون جهاد النفس هو الجهاد الأكبر .. وأهله هم أعلى الناس مقامًا ..

سأل أحدهم عبد الله بن عمر رضي الله عنهما عن الجهاد، فقال له: (ابدأ بنفسك فجاهدها، وابدأ بنفسك فاغزها)

إن أقوى نصر تحرزه يا طالب النصر؛ هو انتصارك على نفسك! فهنيئًا لك يوم أن تركز راية النصر خَفَّاقة في أرض سيطرت عليها شهوات النفس وأهواؤها!

<<  <   >  >>