للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

فأثنت عليهم الألسنة بالمحامد والمفاخر، وكانوا كالملوك ولم يكونوا ملوكًا! ولكنها أخي الدنيا وعجائبها، من لهث خلفها صيرته عبدًا لها! ومن زهد عنها ورفضها وقال لها: إليك عني صار ملكًا مسودًا!

فإن أردت أخي أن تعرف هذا الدواء فتأمل معي في هذه المنحة الإلهية، وبعدها أخبرك ما هو؟

قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «صلاح أول هذه الأمة بالزهد واليقين ويهلك آخرها بالبخل والأمل» [رواه أحمد في الزهد والطبراني في الأوسط/ صحيح الجامع: ٣٨٤٥].

أخي: هل علمت هذا الدواء؟ ! إنه (الزهد).

أخي في الله: لقد اختلفت عبارات العلماء في تعريف الزهد، ولكنهم لم يختلفوا في فضله ومنفعته لعلاج أدواء الركون إلى الدنيا دار الغرور.

وها أنا أخي أفيض عليك هذه الدرر من كلام العلماء الربانيين؛ لتقف أخي على حقيقة (الزهد) الدواء العجيب!

قال ابن المبارك: (هو الثقة بالله مع حب الفقر).

وقال أبو سليمان الداراني: (هو ترك ما يشغل عن الله).

وقال سفيان الثوري: (الزهد في الدنيا: قصر الأمل، ليس بأكل الغليظ ولا بلبس العباءة).

وقال سفيان بن عيينة: (الزهد في الدنيا الصبر وارتقاب

<<  <   >  >>